مفتاحُ كلِّ هناء ، وسبيلُ كلِّ توفيقٍ وسعادةٍ ورخاء ...
" الرّضا ثمّ الرّضا ثمّ الرّضا" !
إذا حلّ الرّضا في قلبِ العبد ؛ انقلبَ صدرهُ من ضيقِ اللحدِ إلى سعةِ القصور!
ومن الضنكِ إلى البهجةِ والسّرورِ والحبور !
يا رفيقتي! والله لن تجدي غيرَ الرّضا عن الله سبيلاً لجلاءِ أحزانكِ ، و ذهابِ همومكِ وغمومكِ !
الرّضا يجعلكَ موحّدا لله ، عابدا له ، متقرّبا إليه ما أمكنك ، محبا ، ساعيا ، مقبلاً غيرَ مدبر !
الرّضا يفتحُ أمامَك أبواباً من الإمكاناتِ والفرصِ السّاميةِ الفاعلة !
الرّضا يهبُك عينا شاكرة ، وقلبا للهِ ذاكرا ، ولعبادهِ مُحبا مستغفرا .
الرّضا بكَ يسمو ، بكَ يرقى ، وعنك يجلو كلّ ضائقةٍ ، يقرّبكَ للدّيان فراقدَ و خطواااات!
ما كانَ الرّضا ديدنُ مُسلمٍ إلا جعلَ الله له بإذنه من التيسير والتوفيق والسدادِ والرّشاد ما يعمرُ قلبهُ شكرا للهِ و مسرّةً بما أنعَم !
يا بلسمَ الحياة ، أنتِ للحياةِ بهجة ، وللقلوبِ سكينةً و اطمئنانا ..
أحصي نِعمَ العظيم جلّ شأنهُ التي حباكِ ، أحصيها ، نعم هلمّي لأوراقك وخطّيها واحدةً بعدَ أخرى ،
واستفتحيها بنعمةِ الإسلام و نعمةِ التّوحيدِ للديّان !
يا رغدَ النّفس ، أنتِ للدُّنى أملاً و هناءً ..
أنظري كم من الخيرِ نلتِ ، والهباتِ من الربّ سُبحانهُ قد أعطيتِ !
أنظريها ، تأمليها ، أمعني فيها ، واسجدي لله شكرا ، اسجدي لمولاكِ وقولي: ياربُّ شُكرا شُكرا ..
يا رفيقةَ الفؤاد ، لن تكونَ الحياةُ طوعا لرغباتِك وأمنياتكِ ،
وإنما أنت بالرّضا العميقِ عمّا قضى لكِ المولى في هذي الحياة ، قد نلتِ سعاداتِ الحياة!
قلبكِ هذا يستطيعُ أن يكونَ جنةً وارفةً ، مزيّنةً بالريحان ، وأنتِ من يختارُ لنفسهِ هذا الخيار ..
فقط كوني تلكَ المؤمنة ، المغتبطة بما آتاها مولاها وبما امتنّ عليها ،
غير مكترثةٍ بالظواهرِ والبهارجِ عندَ من سواها .
فالسكينةُ والله كلُّ السكينةِ في تلكَ الزينةِ التي تعمرُ القلبَ محبةً وأنسا باللهِ و طمأنينة .,
ربُّ اغمر قلبَ كل من مرّت عيناها على هذي السّطور ، من واسعِ عطاياك ،
ومنّ عليها ببحبوحةِ العيشِ واجمعنا وإياها في باحاتِ جنّتك مع سيد المرسَلين و أمّهات المؤمنينَ!
الحمدُ للهِ حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السّماء وملء الأرض وملء كلّ شيء بعد .
(( الرضا )) .. كلمات أهديها لكِ أختي في الله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق