قال الامام ابن القيم في روضة المحبين ص 221
فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه
وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقيل لها في ذلك فقالت إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي
قال السمعاني: سمعت من أثق به يقول:
قال [شيخ الإسلام أبو إسماعيل] عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة سريع النسخ سريع المشي، وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.
القضية ليست بالثياب، وإنما ما تحت الثياب من العلم !
كان العلّامة محمد الأمين الشنقيطي ( 1325 – 1393 هـ ) رحمه الله من أبعد الناس عناية بالمظهر، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
كنّا طلّاباً في المعهد العلمي في الرياض، وكنّا جالسين في الفصل، فإذا بشيخٍ يدخل علينا، إذا رأيته قلت : هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم !! رثّ الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا ! فتذكّرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلتُ في نفسي : أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي وأجلس أمام هذا البدوي ؟! فلمّا ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء، وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه وسمته وخُلقه وزُهده وورعه . ( مجلة الحكمة / العدد الثاني/ ص 22 )
وقدم الشنقيطي إلى الرياض في بعض زياراته لمعهد القضاء، وعليه ثوب مبتذل، فلمّا كلّمه أحد تلامذته في ذلك، أجابه بقوله : " يا فلان، القضية ليست بالثياب، وإنما ما تحت الثياب من العلم " !
كلام نفيس للحافظ ابن كثير حول شهداء مؤتة
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " : فصل في من استشهد يوم مؤتة
... فالمجموع على القولين اثنا عشر رجلاً، وهذا عظيم جدًّا أن يتقاتل جيشان متعاديان في الدِّين أحدهما وهو الفئة التي تقاتل في سبيل الله عدتها ثلاثة آلاف وأخرى كافرة وعدتها مئتا ألف مقاتل من الروم؛ مئة ألف ومن نصارى العرب مئة ألف، يتبارزون ويتصاولون ثم مع هذا كله لا يقتل من المسلمين إلّا اثنا عشر رجلاً، وقد قُتِلَ من المشركين خلقٌ كثير، هذا خالد وحده يقول : " لقد اندقت في يدي يومئذ تسعة أسياف، وما صبرت في يدي الا صفحة يمانية "، فماذا ترى قد قتل بهذه الأسياف كلها، دَعْ غيره من الأبطال والشجعان من حملة القرآن، وقد تحكّموا في عبدة الصلبان عليهم لعائن الرحمن في ذلك الزمان وفي كل أوان، وهذا مما يدخل في قوله تعالى : ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ ) (آل عمران : 13) .
عمر خديجة رضي الله عنها عند زواجه صلى الله عليه وسلم بها
قال محمد بن عبد الله العوشن في كتابه " ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية " : المشهور في كتب السيرة أن عمرها رضي الله عنها لما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أربعين سنة، وأنها لما توفيت كانت بنت خمس وستين.
روى ذلك ابن سعد في (الطبقات) (1/ 132 ) عن الواقدي وفيه: " وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة " ، والواقدي متروك. بل قد روى خلاف ذلك. فقد روى الحاكم (3 / 200 ) بسنده عن ابن إسحاق: " وكان لها يوم تزوجها ثمان وعشرون سنة " لكن ابن إسحاق لم يسند الخبر.
ثم ساق الحاكم ( 3/ 200 ) بسنده عن هشام بن عروة قال: " توفيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهي ابنة خمسة وستين سنة ". قال الحاكم: " هذا قول شاذ فإن الذي عندي أنها لم تبلغ ستين سنة ".
وقال البيهقي في (الدلائل) (2 / 70 ) :" قال أبو عبد الله (الحاكم) قرأت بخط أبي بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ... ثم بلغت خديجة خمساً وستين سنة، ويقال خمسين سنة. وهو أصح ".
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 295) : " وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة، وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين، وقيل خمساً وعشرين سنة ". ( علّق العوشن : ولم أر ما نسبه للبيهقي في (الدلائل) في: باب ما جاء في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها (2/ 68) ) .
وقال رحمه الله في البداية والنهاية (5/ 293) عند الحديث عن زوجاته صلى الله عليه وسلم: " .. وعن حكيم بن حزام قال: كان عمرها أربعين سنة. وعن ابن عباس: كان عمرها ثمانياً وعشرين سنة. رواهما ابن عساكر ".
قال الدكتور أكرم العمري في السيرة النبوية الصحيحة (1/ 113) : " وقد أنجبت خديجة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرين وأربع إناث، مما يرجّح رواية ابن إسحاق (أي أنها في الثامنة والعشرين)، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين ".
حكم رقية العجماوات والجمادات / للشّيخ أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس
قال الشّيخ مُحمَّد عَلي فَركُوس : ليست الرقية خاصَّةً بالآدميِّين، بل هي عامَّةٌ تصلح للآدميِّ ولغيره، فقد روى ابن أبي شيبةَ في "الدعاء " : "الدَّابَّةُ يصيبها الشيء بأيِّ شيءٍ تُعَوَّذُ به"، عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا: ",…وَانْفُثْ فِي مِنْخَرِهِ الأَيْمَنِ أَرْبَعًا، وَفِي الأَيْسَرِ ثَلاَثًا، وَقُلْ: لاَ بَأْسَ، أَذْهِبِ البَأْسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلاَّ أَنْتَ (أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/51) رقم: (29380) )
قال الشوكاني: يُحتمل أن يكون قال ذلك لشيءٍ سمعه من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يكون قاله اعتمادًا على التجريب وقع له، أو لمن في عصره من العرب أو لمن قبلهم، فقد كان للعرب رقًى يرقون بها مختلفةٌ مُتعدِّدةٌ، ولا يخفاك أنَّ الرقية الثابتةَ عن رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في العين ليست بخاصَّةٍ في بني آدم، بل ثابتةٌ لكلِّ مَن أصابته العينُ من آدميٍّ أو غيرِه ( تحفة الذاكرين للشوكاني / 265 )
قلت: ويؤيِّد مشروعيةَ الدعاء للعجماوات، ما صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ ( رواه أبو داود 2160 وابن ماجه 2252 ، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " 1876 )
وقد ذكر ابن القيِّم قصَّة الناقة المعيونة، التي عولجت برقية العين ( زاد المعاد 4 / 174 )
أين السعادة ... أفي بساطة الماضي أم تطوّر الحاضر ؟
قال أحمد أمين ( 1304 – 1373 هـ / 1886 – 1954 م ) في كتابه " حياتي " ( ص 21 / ط . العصرية ) : ... وبعد، فما أكثر ما فعل الزمان، لقد عشتُ حتى رأيتُ سلطة الآباء تنهار، وتحل محلها سلطة الأمهات والأبناء والبنات، وأصبح البيت برلماناً صغيراً، ولكنّه برلمانٌ غير منظّم ولا عادل، فلا تُؤخَذ فيه الأصوات ولا تتحكّم فيه الأغلبية، ولكن يتبادل فيه الاستبداد، فأحياناً تستبد الأم، وأحياناً تستبد البنت أو الابن، وقلَّما يستبد الأب، ، وكانت ميزانية البيت في صرّافٍ واحد فتلاعبت بها أيدي صرّافين، وكثرت مطالب الحياة لكل فرد وتنوّعت، ولم تجد رأياً واحداً يعدل بينها، ويوازن بين قيمتها، فتصادمت وتحاربت وتخاصمت، وكانت ضحيتها سعادة البيت وهدوءه وطمأنينته .
وغَزَت المدنية المادية البيت؛ فنورٌ كهربائي وراديو وتليفون، وأدوات للتسخين وأدوات للتبريد، وأشكال وألوان من الأثاث، ولكن هل زادت سعادة البيت بزيادتها ؟
وسَفَرَت المرأة، وكانت أمي وأخواتي محجّبات، لا يرين الناس ولا يراهنّ الناس إلا من وراء حجاب، وهكذا من أمور الانقلاب الخطير، ولو بُعِثَ جدّي من سُمُخراط ورأى ما كان عليه أهل زمنه وما نحن عليه اليوم لجنّ جنونه، ولكن خفّف مِن وَقعِها علينا أنها تأتي تدريجًا، ونألفها تدريجاً، ويفتُر عجبنا منها وإعجابنا بها على الزمان، ويتحوّل شيئاً فشيئاً من باب الغريب إلى باب المألوف .
كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة
قال حسن سعيد الكرمي ( 1905 – 2007 م ) في كتابه " قول على قول " ( 8 / 143 / ط . دار لبنان ) : كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة، وقد حُكِيَ أن رجلاً شاور حكيماً في التزوّج، فقال له : افْعل، وإيّاك والجمال البارع، فإنه مرعىً أنيق . فقال الرجل : وكيف ذلك ؟ فقال : أما سمعت بقول القائل :
ولن تُصَادِفَ مرعىً مُمرِعاً أبداً ........ إلّا وَجدتَ به آثارَ مُنْتَجِعِ
وكانوا يقولون لهذا السبب : ( المرء على دين زوجته )، لأنها تَفْتِنُه بجمالها فيُتابعها على كلِّ أمر، وفي هذا حكاية عن خالد بن يزيد بن معاوية، فقد كان يقول قبل أن يتزوّج رملة : كان أبغضَ خلقِ اللهِ إليَّ آلُ الزبير، حتى تزوّجت رملة فصاروا أحبَّ خلقِ اللهِ إليَّ .
وفي الحديث الشريف : " تُنكَح ( أي تُزَوَّج ) المرأة لأربعٍ : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فعليك بذات الدين ... " .
وكان يُقال : مِن القواتل امرأةٌ إذا حضَرْتها سَبَتْكَ وإنْ غِبْتَ عنها لم تأمَنها .
قولهم عن الميت ( انتقل إلى مثواه الأخير ) ليس تعبيراً شرعيًّا
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 6 / 182 ) : أما قولهم في الإذاعات وغيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي على الأقل ، وأنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة،
فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير، بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير، كما قال تعالى : { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [7:الشورى]، وقال في الأخير : ( فالنار مثوى لهم )، وما ألقى هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد، ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة غريبة ! ( فهل من مدكر ) ؟
فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه فمن رآه هابه ومن خالطه أحبه وهذا أمر مشهود بالعيان فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل فإنها تنور الوجه وتحسنه
وقد كان بعض النساء تكثر صلاة الليل فقيل لها في ذلك فقالت إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي
قال السمعاني: سمعت من أثق به يقول:
قال [شيخ الإسلام أبو إسماعيل] عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة سريع النسخ سريع المشي، وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.
القضية ليست بالثياب، وإنما ما تحت الثياب من العلم !
كان العلّامة محمد الأمين الشنقيطي ( 1325 – 1393 هـ ) رحمه الله من أبعد الناس عناية بالمظهر، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
كنّا طلّاباً في المعهد العلمي في الرياض، وكنّا جالسين في الفصل، فإذا بشيخٍ يدخل علينا، إذا رأيته قلت : هذا بدوي من الأعراب، ليس عنده بضاعة من علم !! رثّ الثياب، ليس عليه آثار الهيبة، لا يهتم بمظهره، فسقط من أعيننا ! فتذكّرت الشيخ عبد الرحمن السعدي، وقلتُ في نفسي : أترك الشيخ عبد الرحمن السعدي وأجلس أمام هذا البدوي ؟! فلمّا ابتدأ الشنقيطي درسه انهالت علينا الدرر من الفوائد العلمية من بحر علمه الزاخر، فعلمنا أننا أمام جهبذ من العلماء، وفحل من فحولها، فاستفدنا من علمه وسمته وخُلقه وزُهده وورعه . ( مجلة الحكمة / العدد الثاني/ ص 22 )
وقدم الشنقيطي إلى الرياض في بعض زياراته لمعهد القضاء، وعليه ثوب مبتذل، فلمّا كلّمه أحد تلامذته في ذلك، أجابه بقوله : " يا فلان، القضية ليست بالثياب، وإنما ما تحت الثياب من العلم " !
كلام نفيس للحافظ ابن كثير حول شهداء مؤتة
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " : فصل في من استشهد يوم مؤتة
... فالمجموع على القولين اثنا عشر رجلاً، وهذا عظيم جدًّا أن يتقاتل جيشان متعاديان في الدِّين أحدهما وهو الفئة التي تقاتل في سبيل الله عدتها ثلاثة آلاف وأخرى كافرة وعدتها مئتا ألف مقاتل من الروم؛ مئة ألف ومن نصارى العرب مئة ألف، يتبارزون ويتصاولون ثم مع هذا كله لا يقتل من المسلمين إلّا اثنا عشر رجلاً، وقد قُتِلَ من المشركين خلقٌ كثير، هذا خالد وحده يقول : " لقد اندقت في يدي يومئذ تسعة أسياف، وما صبرت في يدي الا صفحة يمانية "، فماذا ترى قد قتل بهذه الأسياف كلها، دَعْ غيره من الأبطال والشجعان من حملة القرآن، وقد تحكّموا في عبدة الصلبان عليهم لعائن الرحمن في ذلك الزمان وفي كل أوان، وهذا مما يدخل في قوله تعالى : ( قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ ) (آل عمران : 13) .
عمر خديجة رضي الله عنها عند زواجه صلى الله عليه وسلم بها
قال محمد بن عبد الله العوشن في كتابه " ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية " : المشهور في كتب السيرة أن عمرها رضي الله عنها لما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أربعين سنة، وأنها لما توفيت كانت بنت خمس وستين.
روى ذلك ابن سعد في (الطبقات) (1/ 132 ) عن الواقدي وفيه: " وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة " ، والواقدي متروك. بل قد روى خلاف ذلك. فقد روى الحاكم (3 / 200 ) بسنده عن ابن إسحاق: " وكان لها يوم تزوجها ثمان وعشرون سنة " لكن ابن إسحاق لم يسند الخبر.
ثم ساق الحاكم ( 3/ 200 ) بسنده عن هشام بن عروة قال: " توفيت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهي ابنة خمسة وستين سنة ". قال الحاكم: " هذا قول شاذ فإن الذي عندي أنها لم تبلغ ستين سنة ".
وقال البيهقي في (الدلائل) (2 / 70 ) :" قال أبو عبد الله (الحاكم) قرأت بخط أبي بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال: ... ثم بلغت خديجة خمساً وستين سنة، ويقال خمسين سنة. وهو أصح ".
قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/ 295) : " وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة، وكان عمرها إذ ذاك خمساً وثلاثين، وقيل خمساً وعشرين سنة ". ( علّق العوشن : ولم أر ما نسبه للبيهقي في (الدلائل) في: باب ما جاء في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها (2/ 68) ) .
وقال رحمه الله في البداية والنهاية (5/ 293) عند الحديث عن زوجاته صلى الله عليه وسلم: " .. وعن حكيم بن حزام قال: كان عمرها أربعين سنة. وعن ابن عباس: كان عمرها ثمانياً وعشرين سنة. رواهما ابن عساكر ".
قال الدكتور أكرم العمري في السيرة النبوية الصحيحة (1/ 113) : " وقد أنجبت خديجة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرين وأربع إناث، مما يرجّح رواية ابن إسحاق (أي أنها في الثامنة والعشرين)، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين ".
حكم رقية العجماوات والجمادات / للشّيخ أبي عَبدِ المعِزّ مُحمَّد عَلي فَركُوس
قال الشّيخ مُحمَّد عَلي فَركُوس : ليست الرقية خاصَّةً بالآدميِّين، بل هي عامَّةٌ تصلح للآدميِّ ولغيره، فقد روى ابن أبي شيبةَ في "الدعاء " : "الدَّابَّةُ يصيبها الشيء بأيِّ شيءٍ تُعَوَّذُ به"، عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفًا: ",…وَانْفُثْ فِي مِنْخَرِهِ الأَيْمَنِ أَرْبَعًا، وَفِي الأَيْسَرِ ثَلاَثًا، وَقُلْ: لاَ بَأْسَ، أَذْهِبِ البَأْسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ يَكْشِفُ الضُّرَّ إِلاَّ أَنْتَ (أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/51) رقم: (29380) )
قال الشوكاني: يُحتمل أن يكون قال ذلك لشيءٍ سمعه من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يكون قاله اعتمادًا على التجريب وقع له، أو لمن في عصره من العرب أو لمن قبلهم، فقد كان للعرب رقًى يرقون بها مختلفةٌ مُتعدِّدةٌ، ولا يخفاك أنَّ الرقية الثابتةَ عن رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في العين ليست بخاصَّةٍ في بني آدم، بل ثابتةٌ لكلِّ مَن أصابته العينُ من آدميٍّ أو غيرِه ( تحفة الذاكرين للشوكاني / 265 )
قلت: ويؤيِّد مشروعيةَ الدعاء للعجماوات، ما صحَّ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ ( رواه أبو داود 2160 وابن ماجه 2252 ، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " 1876 )
وقد ذكر ابن القيِّم قصَّة الناقة المعيونة، التي عولجت برقية العين ( زاد المعاد 4 / 174 )
أين السعادة ... أفي بساطة الماضي أم تطوّر الحاضر ؟
قال أحمد أمين ( 1304 – 1373 هـ / 1886 – 1954 م ) في كتابه " حياتي " ( ص 21 / ط . العصرية ) : ... وبعد، فما أكثر ما فعل الزمان، لقد عشتُ حتى رأيتُ سلطة الآباء تنهار، وتحل محلها سلطة الأمهات والأبناء والبنات، وأصبح البيت برلماناً صغيراً، ولكنّه برلمانٌ غير منظّم ولا عادل، فلا تُؤخَذ فيه الأصوات ولا تتحكّم فيه الأغلبية، ولكن يتبادل فيه الاستبداد، فأحياناً تستبد الأم، وأحياناً تستبد البنت أو الابن، وقلَّما يستبد الأب، ، وكانت ميزانية البيت في صرّافٍ واحد فتلاعبت بها أيدي صرّافين، وكثرت مطالب الحياة لكل فرد وتنوّعت، ولم تجد رأياً واحداً يعدل بينها، ويوازن بين قيمتها، فتصادمت وتحاربت وتخاصمت، وكانت ضحيتها سعادة البيت وهدوءه وطمأنينته .
وغَزَت المدنية المادية البيت؛ فنورٌ كهربائي وراديو وتليفون، وأدوات للتسخين وأدوات للتبريد، وأشكال وألوان من الأثاث، ولكن هل زادت سعادة البيت بزيادتها ؟
وسَفَرَت المرأة، وكانت أمي وأخواتي محجّبات، لا يرين الناس ولا يراهنّ الناس إلا من وراء حجاب، وهكذا من أمور الانقلاب الخطير، ولو بُعِثَ جدّي من سُمُخراط ورأى ما كان عليه أهل زمنه وما نحن عليه اليوم لجنّ جنونه، ولكن خفّف مِن وَقعِها علينا أنها تأتي تدريجًا، ونألفها تدريجاً، ويفتُر عجبنا منها وإعجابنا بها على الزمان، ويتحوّل شيئاً فشيئاً من باب الغريب إلى باب المألوف .
كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة
قال حسن سعيد الكرمي ( 1905 – 2007 م ) في كتابه " قول على قول " ( 8 / 143 / ط . دار لبنان ) : كان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة، وقد حُكِيَ أن رجلاً شاور حكيماً في التزوّج، فقال له : افْعل، وإيّاك والجمال البارع، فإنه مرعىً أنيق . فقال الرجل : وكيف ذلك ؟ فقال : أما سمعت بقول القائل :
ولن تُصَادِفَ مرعىً مُمرِعاً أبداً ........ إلّا وَجدتَ به آثارَ مُنْتَجِعِ
وكانوا يقولون لهذا السبب : ( المرء على دين زوجته )، لأنها تَفْتِنُه بجمالها فيُتابعها على كلِّ أمر، وفي هذا حكاية عن خالد بن يزيد بن معاوية، فقد كان يقول قبل أن يتزوّج رملة : كان أبغضَ خلقِ اللهِ إليَّ آلُ الزبير، حتى تزوّجت رملة فصاروا أحبَّ خلقِ اللهِ إليَّ .
وفي الحديث الشريف : " تُنكَح ( أي تُزَوَّج ) المرأة لأربعٍ : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فعليك بذات الدين ... " .
وكان يُقال : مِن القواتل امرأةٌ إذا حضَرْتها سَبَتْكَ وإنْ غِبْتَ عنها لم تأمَنها .
قولهم عن الميت ( انتقل إلى مثواه الأخير ) ليس تعبيراً شرعيًّا
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة ( 6 / 182 ) : أما قولهم في الإذاعات وغيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي على الأقل ، وأنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة،
فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير، بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة، فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير، كما قال تعالى : { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [7:الشورى]، وقال في الأخير : ( فالنار مثوى لهم )، وما ألقى هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد، ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة غريبة ! ( فهل من مدكر ) ؟
فوائد و رقائق ذهبية منتقاة من الشبكة السلفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق