الأحد، 5 يونيو 2016

معنى كلمة " الثقافة "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

حيّاكم الله وبيّاكم وملّاكم أيها الجلساء الكرامُ ،

تسلّل إلى ذهني و خالج فكري كلمةٌ جرى على الألسن استعمالُها ، وفشا بين الناس تداولهُا فَهَمَمتُ بعد البحث عن كُنه هذا المصطلح و مدلوله ،بتوفيق الله وعونه ، أن أتحفكم بهذا النّقل الطّيّب رجاءَ عمومِ النّفع بيننا ،



تعريف كلمة (الثقافة) في اللغة:
أ- في اللغة العربية:
ترد كلمة (الثقافة) ومشتقاتها في اللغة العربية على معان عدة منها: الحذق والفطنة، وسرعة أخذ العلم وفهمه، والتهذيب، وتقويم المعوج من الأشياء، يقال: ثَقُفَ الرجل ثَقفاً وثقافة أي صار حاذقاً فطناً، وثَقفْتَ العلم أو الصناعة في أوهى مدة إذا أسرعت أخذه، ويقال: ثَقَّف الصبي أي أدَّبه وهذَّبه، وثَقُفَ الرماح أي سوَّاها وقوَّم اعوجاجها.

وقد تستعمل كلمة (الثقافة) بمعنى الأخذ والإدراك والظفر، وقد جاء ذلك في قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}. وفي قوله: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}. وفي قوله أيضاً: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}. ويتضح لنا من عرض تلك المعاني المتعددة لكلمة "الثقافة" في اللغة العربية أنها تستعمل في الأمور المعنوية، كما أنها تستعمل في الأمور الحسية، غير أن دلالتها على الأمور المعنوية العقلية أكثر من دلالتها على الحسيات.

ب- في اللغات الأجنبية:
يدور معنى كلمة (الثقافة – culture) في اللغات الأجنبية في أصلها اللاتيني (colere) على فلاحة الأرض وتنمية محصولاتها.

ثم أخذت هذه الكلمة تتوسع في اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية لتشمل تنمية الأرض بالمعنى المادي أو الحسي، وتنمية العقل والذوق والأدب بالمعنى المعنوي.

ثم طور معناها فلاسفة العصور الحديثة، فأصبحت تعني: مجموعة عناصرالحياةوأشكالها ومظاهرها في مجتمع من المجتمعات".

ثانياَ: تعريف كلمة (الثقافة) في الاصطلاح:
أ) عند علماء العربية والإسلام:
لم نجد عند علماء العربية والإسلام – في الزمن الماضي – مفهوماً اصطلاحياً للثقافة، وقد يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الكلمة لم تكن شائعة الاستعمال في أيامهم، فلم نجدهم ينعتون العلماء أو الباحثين بها، كما أنهم لم يتناولوها بدراسة مستقلة أو مميزة.

وحين دخلت الثقافة الإسلامية كعلم في حياة المسلمين المعاصرة انتشر التعبير بهذه الكلمة، فأصبحنا نصف فلاناً بأنه مثقف أو واسع الثقافة، وأصبحت لدينا مؤتمرات ثقافية وندوات ثقافية وكتب وموسوعات ثقافية.

وعلى هذا جاء تعريف "الثقافة" بالمعنى الاصطلاحي تعريفاً حديثاً على يد المجمع اللغوي الذي عرفها بأنها: "جملة العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق بها".

وعرفها بعض التربويين بأنها: "مجموعة الأفكار والمثل والمعتقدات والعادات والتقاليد والمهارات وطرق التفكير ووسائل الاتصال والانتقال وطبيعة المؤسسات الاجتماعية في المجتمع الواحد".

وعرفها علماء الإنسان بأنها: "أسلوب الحياة في مجتمع ما بما يشمله هذا الأسلوب من تفصيلات لا تحصى من السلوك الإنساني".

وعرفها بعض المفكرين المسلمين بأنها: "التراث الحضاري والفكري في جميع جوانبه النظرية والعملية الذي تمتاز به الأمة وينسب إليها، ويتلقاه الفرد منذ ميلاده وحتى وفاته".

ب) عند علماء الغرب:
وأما في الغرب فقد اهتم العلماء والمفكرون الغربيون بتحديد المعنى الاصطلاحي للثقافة، حيث عرفها "كلباترك W.H.K.ilpatrick" الأمريكي بأنها: "كل ما صنعته يد الإنسان وعقله من مظاهر البيئة الاجتماعية".

وعرفها "لوك J.Lock" بأنها: "تهذيب العقل أو تهذيب الإنسان" .

وعرفها: "تيلر E.B.Tylor" بأنها "ذلك الكل المعقد الذي ينطوي على المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف والعادات وغير ذلك من القدرات التي حصل عليها الفرد بوصفه عضواً في مجتمع" .

وخلاصة الأمر أن التعريفات الاصطلاحية للثقافة تعددت عند فلاسفة الشرق والغرب بصور تتقارب في الفكرة وتتفاوت في الألفاظ والصياغات.


(منقول)




"أجمل الهدايا التي تأتينا ولا نراها هي الدّعاء بظهر الغيب "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق