السبت، 11 يناير 2014

العملة النادرة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العملة النادرة



ها أنا أتجول بفكري كالعادة أبحث عن العملة أو الصفات النادرة في هذا الزمان وفجأة وجدت نفسي بجوار كلمة الوفاء فاستغربت لندرته في هذا الزمان وذهابه مع أغلب القيم الجميلة والتي كانت من المفروض أن نتصف بها .... الوفاء كلمة رقيقة تحمل جملة من المعاني الجميلة ... فالوفاء يعني الإخلاص ... والوفاء يعني لا غدر ولا خيانة ... والوفاء يعني البذل والعطاء ... والوفاء يعني الود والحفاظ على العهد ... والوفاء بين الأصدقاء الذي أود الحديث عنه هنا لا يقتصر على الالتزام بأمر شرطه أحد الطرفين على الآخر بل يتعداه ليشمل كل معنى جميل تشمله كلمة الوفاء بمعناها السامي و الراقي .والجميل فهو يشمل تفاصيل الحياة بين كل من تعاهدا عليه ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حبا وودا ورحمة وتقديرا وإخلاصا لا متناهيا تجاه الطرف الآخر... فالوفاء يعني البذل والعطاء والتضحية والصبر وذلك بالاهتمام بمن كنت وفيا له والحرص عليه وعدم التفريط فيه والخوف عليه من الأذى ومراعاة شعوره وأحاسيسه وتقدير جهوده وعدم إفشاء سره ... والحفاظ على خصوصياته والعمل على إسعاده والثناء الحسن عليه وذكر محاسنه وتجاهل أخطائه والذكرى الجميلة لعهده وأيامه بعد فراقه .

فليس مع الوفاء ترصد ولا تصيد للأخطاء ولا إساءة ولا ظلم ولا نكران ولا جرح ... والوفاء بمفهومه الشامل لا يتحقق إلا إذا كان بناء هذه العلاقة سليما متينا راسخا يقوم على مبادئ ويسعى لتحقيق أهداف ... ان قضية الوفاء لا تتحقق إلا إذا اجتمعت بها ثلاث عناصر غاية في الأهمية – الحب – والإنسانية – والإيمان


فالحب محرك الوفاء

الإنسانية ضمانه وبها استمراره

الإيمان هو الضابط له وبه يصير

بهذا يعتبر الوفاء في أبهى صوره ....

فهذه كلماتي لكل من يقدر هذا المعنى السامي

فهذه كلماتي لصديق يقدر هذا المعنى النبيل


تعلمت منك الوفاء والإخلاص وجمال الحياة ... كنت صديقي عندما هجرني الأصدقاء ... كنت ظلي كنت أملي ورمز العطاء ... كنت المعنى الكامل للوفاء ... كنا نحكي ونحكي دون كلام تتلاقى عيوننا خلف جدار الصمت ... كنا نفترش العشب ونداعب الغمام ... كنت رمزا للحب فلم أجد ضالتي إلا معك ... كنت حارسا وفارس ومحب للحياة لا تعرف للغدر طريق أو اتجاه ... ليتكم جميعا تشعروا معي بهذا المعنى الراقي الجميل .

تتساقط أوراق الخريف من شجرة الوفاء ... الورق وهو يسقط باكي ... لما بكى فأجاب والريح تحمله من وادي إلى وادي ما أسقطني سوى خيانة شمسك التي تشع بالوفاء.. وفي لحظة قست شمسك علي وأصفر لوني

أسألك يا شجرة الوفاء ...

أين ذاك الربيع وتلك الزهور التي من حولك التي تظلينها بظلك ... أين ذاك الحب ؟؟؟ أين ذاك الإخلاص ؟؟؟ أين ذاك الذي قال أنت الربيع ... وأن حبنا لا يحول من فصله ... !!! غدر بك ورماك لحرارة الصيف ... فأنت يا شجرة الوفاء جذورك ممتدة في أعماق أرض الصدق وترتوي من الإخلاص وثمارها محبة حقيقية ... حقيقة يا زمن لا يوجد من يقدر الوفاء والإخلاص ولا حتى يقدرون معنى الحب السامي الأبدي الذي يرتوي الإنسان به في حياته ... ولا حتى يوجد فيك يا زمن صداقة حقيقية بمعنى الصداقة إلا من رحما ربي ...

يا أيتها الورقة أنت سقطتي وليست الشجرة هي التي أسقطتك بل الذي أسقطك من غدر بك ومن لا يحملك ذكرى له بل همتي ضائعة في صفحة من ذكريات الوادي المبعثرة التي يقرؤون ما بك ويقولون هل يوجد الى الآن ترابط ودي بين الطرفين ... بين صديقين أو صديقتين في هذا الزمن ...


وقلب صارع الدهر مقاتل ... حتى أصناه والدهر منازل

تجرع مرارة الهم سنينا ... ألا ليته الهم له قاتل

ذاك الصريع النازف قلبي ... فمن ذا الذي للشهيد حامل

ببيداء يعلو الثرى هامتها ... وعلى الثرى دمه سائل

فهل من قبر لذا الميت وهل ... من دمع عليه متنا هل

بين سيفين ركعت مستسلما ... والحد على الرقاب نازل

فبين وفاء لصاحب مقرب ... وبين إخلاص لحب زائل

فهل أكون وفيا لصاحبي ... وأعدم الإخلاص والقلب عادل

أم أخلص في حب فيه متيم ... وما أنا لخيانة الصاحب فاعل

يا أيها الحب كفاك ظلما ... وماذا أنت عن حالي قائل

رأيت صاحبي عاشقا ... وقلب حبيبتي عن صاحبي سائل

وحبيبتي لم تعرف غيره حبا ... وما أنا سوى أغدق نازل

ولست أدري ما بال حبيبتي ... وهل قلبها عن قلبي سائل

وظل الوفاء يحبس أنفاسي ... ويقطع الإخلاص أوردتي نائل

وما كان صاحبي لي خائن ... ولم تكن حبيبتي تحبني لتفعل

فمن ظن أن الوفاء والإخلاص معا ... فقد كان بحال الدنيا جاهل





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق