الأحد، 17 مايو 2015

كسره قبل ان يستوزر

انه طابوا الهندام

تعتزم بعض الفعاليات النسوية تنظيم مظاهرات واحتجاجات ضد القرارات الصادرة عن عميد جامعة الجزائر الوزير الحالي للجامعات طاهر حجار الهادفة لتنظيم الهندام داخل الحرم الجامعي، وعلى صفحات الفيسبوك تدعو هذه الفعاليات للتظاهر بلباس شبه عاري كرسالة رفض لقرارات الوزير، تحت شعار مظاهرات “السيقان العارية” كرد فعل على ما اعتبروه تدخلا في الحرية الشخصية، وكان القرار قد صدر عن جامعة الجزائر بعد تفشي مظاهر خليعة في الحرم الجامعي جعلت العديد من الفتيات يدخلن المدرجات بألبسة شبه عارية، وأمام هذا الوضع تحركت جامعة الجزائر وأعطت أوامر لأمن الجامعة لمنع أي طالبة لا يحترم لباسها الحرم الجامعي من الدخول ومزاولة دراستها، الأمر الذي خلّف ردود فعل غاضبة من فئة من الفتيات اللواتي اعتدن على السفور الفاحش.

وفي الوقت الذي تشهد فيه فرنسا أزمة بسبب التنانير الطويلة التي ترتديها الطالبات المسلمات، اشتعلت في الجزائر أزمة معاكسة بسبب طالبة ارتدت “ميني جيب” فمنعت من دخول امتحان الكفاءة المهنية “الكابا” بجامعة الحقوق ببن عكنون. وأشعل قرار منع طالبة من إجراء امتحان “الكابا” أزمة في الجامعة الجزائرية كما أثار الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي انقسم بين مؤيد لتطبيق القانون الداخلي للجامعات والذي يحظر ارتداء الملابس القصيرة التي تخدش الحياء، وبين معارض لقرار عميد الجامعة الذي وصفه البعض بـ”الرجعي والمتخلف”، فيما ذهب زملاء الطالبة التي تعرضت للإقصاء إلى أبعد من ذلك، حيث قاموا بمساندة زميلتهم بتقليدها في لبس”الميني جيب” وأخذ صور جماعية ملأت صفحات الفايسبوك، في حملة واسعة تحت شعار” كرامتي ليست في طول تنورتي” أو”سيقان عارية وغاضبة”، وهي الصفحة التي أطلقتها إحدى الطالبات ولاقت استحسانا في أوساط الرافضين لقرار العميد، والتي وعدت صاحبتها بالإبقاء عليها حتى بعد انتهاء هذه الحادثة،” أريد أن تصبح وسيلة لرصد ما يحدث للنساء يوميا”، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة من طرف فاعلين في المجتمع ومواطنين حريصين على سمعة الجامعة الجزائرية وضرورة الحفاظ على أخلاقيات كل من يطأ الحرم الجامعي. من جهته، يقف عميد جامعة الجزائر 01 سابقا ووزير التعليم العالي حاليا الطاهر حجار، خلف قرار منع الطالبة من دخول الامتحان ، بسبب لباسها الخادش للحياء، حيث أضاف بأن الجامعة مؤسسة ثقافية وتربوية، يجب احترامها “وستمنع كل طالبة ترتدي لباسا قصيرا من دخول الحرم الجامعي”. ولم يمر قرار العميد دون أن يحرك التنظيمات الطلابية التي اعتبرت قرار حجار بمثابة إعلان الحرب على العري في الجامعات، لكن تصريحات حجار هي الأخرى قوبلت بسخرية عارمة من قبل الطلبة الذين هددوا بالاعتصام غدا، أمام عدد من جامعات الجزائر للاحتجاج عما أسموه بالظلم الذي تعرضت له زميلتهم المقصاة، وهو ما اعتبره البعض الآخر بالسابقة الخطيرة، حيث كشفت عن تأييد لم يكن متوقعا في حادث تعلق بالعري في الجامعات.

ودعا الشيخ عبد الفتاح حمداش، في تصريح لـ”الحوار” أمس، إلى عدم الوقوف مع هذه الطالبة التي أساءت إلى المجتمع الجزائري من خلال خروجها من بيتها بلباس غير محتشم داخل مؤسسة تعليمية أكاديمية، ولأن هناك حسبه- أطراف علمانية ليبيرالية تريد أن تمحو الحياء في أوساط المجتمع الجزائري، وقال حمداش إنه سيتم تنظيم حملة واسعة يطالب فيها الحكومة بضرورة ضبط الثانويات والجامعات التي أصبحت ميدان لعرض الأزياء، كما طالب بضرورة إلزام النساء بارتداء لباس محتشم داخل المؤسسات والإدارات، كما أكد أنه ضد هذه الطالبة وضد من يقف معها، حيث عرج المتحدث ذاته، متهما لويزة حنون أنها خارجة عن الشريعة و أن لها موقف معاد للشريعة، متسائلا عن “موقف حنون في قضية 150 طالبة مسلمة التي تم طردها من فرنسا؟ “، ووعد حمداش بتصعيد الموقف في حال تجاوزت القضية إلى ماهو أبعد، مثمنا قرار العميد السابق حجار واعتبره قرارا صائبا يخدم المجتمع.

من جهته، ردّ عدة فلاحي، المستشار الإعلامي السابق لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، في تصريح لـ”الحوار” على مساندة لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال الاشتراكي، لقضية الطالبة واعتبر أن هذا الدعم نابع من إيديولوجياتها، كما أكد المتحدث ذاته، أن حنون تتناقض في كثير من تصريحاتها المتعلقة بمختلف القضايا خاصة ما تعلق بالثوابت والتي تدعو إلى المساواة بين الرجل والمرأة في توزيع الميراث، أما فيما يخص قرار العميد الأسبق حجار، يقول المتحدث ذاته، أنه “قرار صائب، اتخذته حجار بعد أن وصلته العديد من الشكاوى والتجاوزات”.

بدورها، أوضحت عائشة بلحجار، رئيسة المنتدى العالمي للمرأة المسلمة والبرلمانية السابقة عن حركة مجتمع السلم، في حديثها مع “الحوار”، أن هذه القضية متعلقة بالقضايا التي لها علاقة بنزع كل ما هو قيمي في المجتمع، حيث قالت إن الأمر شبيه بالقضية الفرنسية المعروفة بـ”الصدور العارية “، و هي تقليد وضرب للقيم وما هو حياء، كما شددت بلحجار على ضرورة أن تعطي الحكومة عناية فائقة لمنع اللباس الفاضح داخل المؤسسات


كسره قبل ان يستوزر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق