الخميس، 7 مايو 2015

سَوْسَنةٌ على فَننٍ مُتهاوٍ

سَوْسَنةٌ على فَننٍ مُتهاوٍ

البشير بوكثير

إهداء : إلى السّوسنة البيضاء التي عطّرتْ خريفَ عمري فصيّرتْهُ ربيعا ، أرفع هذه النّبضات.

عيناها عيْـنَا مَها تُغْريني

مالِقلبي بِحُبّها يشْويني

كنتُ طلّقتُ الهوى مِنْ زمنٍ

فماللهوى صار اليوم يُدنيني

أنا شيخٌ هرِمٌ ضاعتْ حقائبُه

بين مرافئ التّيه وبَوْحِ أنيني

ودّعْتُ صِبايَ ، ودّعْتُ شبّابتي (1)

ودّعتُ أحلامي، ودّعتُ سِنيني

واليومَ يطلّ الورد بل يُداعبني

حسبتُه ذَوَى كما ذوتْ أفانيني(2)

أنا بحّارٌ أضاعَ معالِمَه

من ثلاثين حَوْلا لم تعدْ تَهْديني

نارٌ في الضلوع وفي الحَشا تحرِقُني

تُحْييني حينا وأحيانا تُرْديني

ماللصّبيّةِ الحسناء تأسِرني

فلاأطيق صبرا حين تأتيني

كفرتُ بالحبّ بعد جراحي التي نزَفتْ

دمعا على خدّي ودَمًا على نبضِ وَتِيني(3)

أمّا اليوم أقولها بملْءِ فمي:

هي حياتي، رِئْمي(4) الذي يسْبيني

- هامش:

(1) الشّبّابة: النّاي

(2) الأفانين: أغصان الشّجرة

(3) الوتين: شريان القلب

(4)الرّئْم: الظبي الخالص البياض.

الجمعة: 8 ماي 2015م


سَوْسَنةٌ على فَننٍ مُتهاوٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق