الأربعاء، 6 مايو 2015

حادثة...أخجل من نفسي كلما تذكرتها

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

احكي لكم حادثة وقعت منذ حوالي 11 سنة و الى اليوم اخجل من نفسي كلما تذكرتها......

في احد الايام انتقلت الى مدينة قسنطينة رفقت صديقي المقرب من اجل ان احجز مكانا بالطائرة

وصلنا الى قسنطينة حوالي 7 و 30 دقيقة

كان صديقي قد احضر معه وثائق خاصة بخالته المقيمة بقسنطينة

و كون الوقت لايزال باكرا قرر ان يترك تلك الوثائق عند ابنة خالته و التي تدرس بثانوية الحرية

((( اكيد الاخت جميلة مناجمنت سابقا، جميلة حاليا تعرفها مليح)))

المهم و نحن ننتظر قدوم بنت الخالة وقع نظري على شاب و بنت حوالي 20 و 18 سنة على التوالي ما ريين بجانب الثانوية

كان يمشيان بجانب بعضهما البعض ،يمسك احدهما بيد الاخر في صورة جميلة

و لاننا خبراء في سوء الظن حينها :1::1::1: طننت انهما صديقين

كانت هناك اشارة اتجاه ممنوع على الرصيف (بجانب مقر للشرطة)

لم تنتبه لها البنت و اصطدمت بها مباشرة بوجهها

(((((( تخيلوا معي ذالك الموقف ))))))

و لاني شاهدت الحادثة جيدا انفجرت ضاحكا و لم استطع التوقف

((طبعا لم يسمعني لا الشاب و لاالبنت الضحية كونها كان يبعدان عني حوالي 50 متر))

و انا اضحك تقدمت مني فتاة كانت قد شاهدت الحادثة و قالت لي بالحرف الواحد :

" حلي روحط مليح و محترم... انت باين عليك براني" ((يعني غريب عن المنطقة))

و ذهبت مباشرة الى الثانوية

بعد لحظات جاءت بنت الخالة سلم عليها صديقي ،سلمها الوثائق و انصرفنا

و لكني كنت صامتا و اتساءل عن ما قالته لي تلك الفتاة

المهم حجزت لسفري ثم عدنا الى مدينتنا و لكن بقيت مشغول الذهن عن سبب ما قالته البنت

بعد اسبوع حان موعد سفري

اتجهت باكرا الى قسنطينة و كنت اريد جوابا عن ما وقع

اتجهت الى ثانوية الحرية مرة اخرى و انا احمل حقيبتي و ابحث عن تلك الفتاة .حتى وجدتها (في الحقيقة هي من وجدتني :1:)

المهم بعد صباح الخير و صباح النور سألتها عن سبب ما قالته لي المرة الماضىة

قالت لي" هديك البنت لي كانت مع داك الشاب و اللي اطونبات في البلاكة و انت ضحكت عليها"

قالتها ايه

قالتلي " هديك البنت كفيفة يعني (عمياء يعني ماتشوفش) و هداك لي معاها راهو خوها و كل يوم يديها تقرا بمدرسة قريبة ......

يا إلهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــي

اي جريمة اقترفت في حق تلك الاخت الكفيفة

صدقوني بقيت عاجزا عن الكلام، مشلول التفكير

صدقوني كما يقال " لو اتشقت الارض كون رميت روحي فيها"

شكرت البنت و اتجهت الى المطار و بالي مشغول بالحادثة

لم اذق طعم النوم لايام و ليال

ثم قررت الاعتذار منها

و لان مقر عملي بعيد اتصلت بصديقي طلبت منه ان يشتري اغلى عطر يمكن ان يجده بمجلات العطور و حرصت ان يكون عطرا جد فاخر

و اخبرته ان ياخذه الى بنت خالته و يوصيها ان تقدمه للاخت الكفيفة و لكن دون ان تذكر لها سبب ذلك

و ان ارادت الاستفسار قلت له ان تخبرها بانها هدية من اخ يعتذر منك ،لا يعرفك و لا تعرفينه

اخذت بنت الخالة زجاجة العطر لتلك الاخت و اخبرتها كما اوصيتها و لكن الاخت الكفيفة لم تقبل الهدية حتى تعرف سببها

و بعد الحاح ذكرت لها السبب

قتبسمت و قبلت الهدية و الاعتذار و قالت لها هو معذور كونه لا يعرفني و يجهل حالتي و ان اي شخص اخر مكانه كان سيضحك عن الواقعة

صدقوني رغم اني اعتذرت للاخت و قبلت اعتذاري و رغم اني كنت حينها اجهل حالتها و رغم انه قد مر على الحادثة عدة سنوات

الا اني الى اليوم اخجل من نفسي كلما تذكرتها و كانها حدثت اليوم

أسأل الله العظيم ان يغفر لي و يرحمني و والدي و جميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات


حادثة...أخجل من نفسي كلما تذكرتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق