الاثنين، 29 فبراير 2016

" ضَياع " و " ضِياع "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

إذا أردت النصح لتلاميذك بالمحافظة على الوقت ، فماذا أنت قائل لهم ؟

هل تقول : حافظوا على الوقت من الضَياع أم الضِياع ؟

الصواب أن تقول : الضَّياع ، بفتح حرف الضاد .

لأن الضَّياع هو الهلاك و التلف ، وضَياع الوقت تبديده و ذهابه سدى،

أمّا الضِياع فهو جمع لكلمة : ضيعة ، وهي الأرض المغلة ، و جمع لكلمة " ضائع " أيضا.

ارتأيت أن أشارك بهذا الموضوع المتواضع ، لأنني وقفت على كلمة " ضيعة " في نص القراءة " إسحاق نيوتن و الأرض "

فجذبتني ، و جال بخاطري أن أذكر ذلك في هذا المقام الطيب بطيب مسككم الضائع من مدادكم الرقراق عسى النفع يعمّ.


أهدي إليكم هذه النادرة الماتعة :

كان أحد الشعراء يمدح أحد السلاطين في قصره ، وكانت تجلس بجانب السلطان جارية سوداء اسمها " خالصة " وُضع

على رأسها الدر و أصناف الجواهر ، فلم يأبه السلطان لمدح هذا الشاعر ، فغضب وخرج ، وكتب على باب القصر :

لقد ضاع شعري على بابكم * * * كما ضاع درّ على خالصة

رآه الخدم فأخبروا السلطان بذلك ، فأمر بمجيئه ليعاتبه ، ولما حضر الشاعر حذف حرف " العين " من كلمة " ضاع "

الموجودة في صدر البيت وعجزه ( الشطر الأول والثاني ) ،وجعل مكانه حرف " الهمزة " ، فيصير البيت ذا معنى آخر :


لقد ضاء شعري على بابكم * * * كما ضاء درّ على خالصة



ودخل و قال للسلطان بأن ّما ادّعاه خدمك لم يكن كذلك ، اذهب وانظر ما كتبته ، فكوفىء هذا الشاعر أعظم مكافأة .


ما أجمل لغتي !

تحياتي،،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق