السبت، 8 نوفمبر 2014

طَقْطَقاتْ كِيبُورْدِيَّة

بِسْم الله ..~







أوصد بَابَ غرفته ثُم اتجه نَحو مكتبه ليتَناول حاسوبه ويَشرع كعادته في رص الحروف وصناعة الكلام الهادف ، وبأدب راقٍ جدا ودماثة خلق يَنصح هذا ويُحاور هذا ويدعو هذا ..




كَانَ يُحاول ان يجمع أفكاره ليكتب هذه المرة عن مُعاملة الحبيب صلى الله عليه وسلم لبناته وزوجاته حِين شدّه صوتُ الآذان وسرقه من حاسوبه بضعة دقائق.


شَرع في صلاته وباله المشدود بموضوعه الأخير خَلط عليه احصاء الركعات

سلّم بِسرعة ، ثُم عاد الى جهازه ليَنهمك في إعداد مقاله

وبُعيد لَحظات وعلى مسافة المترين ونصف استفاق على صوت تَمزيق الورق ،

كانت اخته التي لم تتجاوز الاربع سنوات تعبث ببعض اوراقه،



دفعها الى الخارج بعد ان انْقَضَّ عليها وأهداها كفًا قويا على وجهها،


إلا أن صَوتها الباكي وهي تُردد :"أنا لااحبك " أشعره ببعض التأنيب ،

لكنه وبعد ان لوّح بيده وتمتم بينه وبين نفسه: "مُزعجة" .. واصل كتابة موضوعه .





إنتهى اخيرا من اعداد مقالته المتألقة ، وقبل ان يعتمد نَشرها جاءه نداء امه للعشاء ..

نشرها على عجالة واتجه الى مائدة الطعام أين وجد الجميع يتحدث عن تَفاقم المرض على احد معارفهم

ليأتي سؤاله المتأخر جدا : مُنذ متى وهو مَريض؟

ردّت عليه والدته : ستعرف بعد ان تصبح مَوجودا في هذا البيت ...

وحتى لايسمع الاسطوانة المعتادة ترك المائدة وعاد الى غرفته من جديد



أراد ان يَستلم جهازه مرة اخرى لكنه سُرعان ما تقهقر الى الخلف واستند الى سريره العتيق ينظر الى سقف الغرفة تارة والى مكتبه تارة اخرى

ليشرع في مُطارحة نفسه وشعور من اللارضى يأزُّه أزًّا :معها حق ، غائب انا فعلا برغم الحضور ، بعيد برغم القرب ، شارد معهم برغم الكلام

- تُجيبه نفسه : لكنك صاحب رسالة ، أنتَ برغم طول جلوسك على حاسوبك تستثمر الحرف في افادة غيرك ونصحهم وارشادهم

- يُجيبها : "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم"

- لكن ..

-لكن أهلي أحوج إلي من غيرهم



أغفى أهدابه بعد ان تسلّم يَمينه وقرر ان يرسم خريطة جديدة لحياته ،

ليستيقظ صَباحا على لهفة قراءة ردود الافتراضيين عليه، ضاربا موعدا قَريبا من أجل مُطارحة أخرى



أنفاس





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق