الخميس، 27 مارس 2014

10خطوات عملية لترك الغيبة

10خطوات عملية لترك الغيبة



أولا: أن تعلم ماهي الغيبة:



فكثيرا من الناس تجده يغتاب ويقع في أعراض الناس حتى الأموات منهم وإذا نهرته قال هذه ليست غيبة! هذه حقيقة....!

قال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه، فقد بهته)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قال في مؤمن ما ليس فيه؛ أسكنه الله ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال.) ،[ردغة الخبال= عصارة أهل النار]

قال النووي:[ بما يكره سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خَلقِه أو خُلُقِه أو ماله أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة أو بالرمز..ومن الغيبة ذكر عيوب الناس كالقصر والطول والبخل وان تقول هو مرائي متكبر ليس بارا بوالديه، حليق اللحية.... وأيضا من الغيبة قولهم عند ذكر الشخص: الله يعافينا، الله يتوب علينا، نسأل الله السلامة ونحو ذلك كل ذلك من الغيبة.

ومن الغيبة المُحرمة: المحاكاة:بأن يقول مثل قول الشخص المقصود أو يفعل مثل فعله تحقيرا ًله كأن يمشي متعارجا أو مُطأطِياً رأسه أو غير ذلك من الهيئات.]

وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة: فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته ! قالت: وحكيت له إنسانا فقال: ما أحب أني حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا.)



(حكيت له انسانا= حكيت له (للنبي), انسانا=أي فعلت مثل فعله تحقيرا له

ما أحب أني حكيت إنسانا = أي ما يسرني أن أتحدث بعيبه أو ما يسرني أن أحاكيه بأن أفعل مثل فعله أو أقول مثل قوله على وجه التنقيص

وإن لي كذا وكذا = أي ولو أعطيت كذا وكذا من الدنيا أي شيئا كثيرا على ذلك.



قال النبي صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )

ثانيا: أن تعلم شناعتها وإثمها وأنها من كبائر الذنوب وسبب لعذاب القبر:

اسمع لقول الله عز وجل: { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه } الحجرات12

قال النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟

قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ، ويقعون في أعراضهم . )

وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا عند النبي فقام رجل فوقع قيه رجل من بعده فقال النبي صلى الله عليه وسلم تخلل ! . فقال: ومما أتخلل ؟ ما أكلت لحما ! قال : إنك أكلت لحم أخيك .)

*والغيبة سبب لعذاب القبر:

(أتى النبي على قبر يعذب صاحبه فقال: إن هذا كان يأكل لحوم الناس. .......)

*والغيبة من كبائر الذنوب فالذنوب إما كبائر وإما صغائر ، فالكبائر ما رتب الشارع عليه حد في الدنيا أو توعد عليه في الآخرة أو لعن صاحبه أو رتب عليه غضب ونحوه والصغائر ما عدا ذلك.واجتناب الكبائر سببا لتكفير الصغائر. قال الله عز وجل:

{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما } النساء 31

والربا من الكبائر وقد قال الله عزوجل عنها:{ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله }البقرة 278 ، وقال عز وجل:

{ الذين يأكلون الربوا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس }البقرة 275

قال ابن كثير في تفسيره(آكل الربا لا يقوم من قبره يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ويتخبط الشيطان به )

والوقوع بأعراض المسلمين من أربى الربا:

قال النبي صلى الله عليه وسلم الربا اثنان وسبعون بابا ، أدناها مثل إتيان الرجل أمه ، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه . )



استطالة = أي إطالة اللسان

عرض الرجل = نفسه وبدنه وقيل هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه وأسلافه ويحامي عليه أن ينتقص.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل ، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم .)

قال الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الآكلة في جسد ابن آدم.

وقال سفيان الثوري: إياك والغيبة إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك.



ثالثا: أن تعلم دوافع الغيبة لتتجنبها:



دوافع الغيبة( 11)_________8 ثمانية منها في حق العامة.

__________ 3 وثلاثة تختص بأهل الدين والخاصة.



أما الثمانية التي في حق العامة فهي:



(1)-أن يشفي الغيظ:



و منشأ الغيظ الغضب والغل وعدم القدرة على العفو

[أيسعدك أن تشفي غيظك وتهدي حسناتك لمن تبغظ ]

*قيل للحسن البصري إن فلانا اغتابك فأهدى إليه طبقا من رطب فأتاه الرجل وقال له:اغتبتك فأهديت لي فقال الحسن أهديت لي حسناتك فأحببت أن أكافئك.

وعن المبارك قال لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي.

فإذا نال منك الغضب لأحد و أردت أن تغتابه وتقص ما يغيظك فامنع نفسك من الغيبة واسكت وحاول أن تعفو عنه طاعة لله وطلبا لأجر العفو..واعلم أن العفو راحة للقلب وطمأنينة للنفس. وله ثواب جزيل قال الله عز وجل: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين }134 آل عمران

فإن لم تستطع العفو عنهم: اشتكِ لله وحده.نعم اشتكِ لله قل رب إني اشكوا إليك فلان أشكو إليك فعله وما أصابني منه..فانه لا قوة إلا بك.

(2)-موافقة الأقران ومجاملة الرفقاء ومساعدتهم على الكلام:

فيظن انه لو أنكر عليهم استثقلوه ونفروا منه.

قال الله عز وجل: { وتخش الناس والله أحق ان تخشه }الاحزاب38

ويوم القيامة لن ينفعك أقرانك ولا أصحابك الذين جاريتهم في غيبتهم .

قال الله عز وجل: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصحبته وبنيه}عبس 36

ما يهمك رضا الله أم رضا أصحابك ؟



قال النبي صلى الله عليه وسلم من التمس رضا الله بسخط الناس ؛ رضي الله عنه ، وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله ، سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس)

إذا واجهك هذا فحاول أولا نهيهم عن الغيبة وذكرهم بالله و ذب عن عرض أخيك إن استطعت فإن لم ينتهوا فقم ودع مجلسهم، قال الله عز وجل:.

{ وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين } الأنعام 68

وقالعزوجل:{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطن تذكروا فإذا هم مبصرون }الاعراف201

وقال تعالى:{ خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين }الأعراف 199

(3)-اللعب والهزل والمطايبة وتمضية الوقت بالضحك:



فيذكر عيوب غيره بما يضحك الناس على سبيل المحاكاة وقد يكذب ليضحك المجلس ومنشأ هذا التكبر والعجب. قال النبي صلي الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا )

وقال صلى الله عليه وسلم ويل لمن يحدث فيكذب ؛ ليضحك به القوم ! ويل له ! ويل له ! .)

(4)-السخرية والاستهزاء فإن ذلك قد يجري في الحضور ويجري أيضا في الغيبة ومنشؤه التكبر واستصغارا للمستهزأ به:





قال الله عز وجل:{ يأيها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خير منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن }الحجرات 1

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم(لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يحقره ، التقوى ههنا – وأشار إلى صدره – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه)

[ لا تحاسدوا ] الحسد : تمني زوال النعمة وهو حرام،[ ولا تناجشوا ] أصل النجش الختل : وهو الخداع،[ ولا تباغضوا ] أي لا تتعاطوا أسباب التباغض، والتدابر : المعاداة وقيل المقاطعة لأن كل واحد يؤتى صاحبه دبره، وقوله:

[ ولا يبع بعضكم على بيع بعض ] معناه أن يقول لمن اشترى سلعة في مدة الخيار : افسخ هذا البيع وأنا أبيعك مثله أو أجود بثمنه أو يكون المتبايعان قد تقرر الثمن بينهما وتراضيا به ولم يبق إلا العقد فيزيد عليه أو يعطيه بأنقص وهذا حرام بعد استقرار الثمن وأما قبل الرضى فليس بحرام ومعنى:[ وكونوا عباد الله إخوانا ] أي تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال

وعلاج هذا أن ينشغل الإنسان بعيوب نفسه

قال النبي صلي الله علية وسلم ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك)

وقال علية الصلاة وسلام يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه )

القذى =ما تقع في العين والماء والشراب من تراب ووسخ ونحوه

الجدع= واحد جذوع النخل.

وقال إبراهيم النخعي {أني لأري الشيء اكرهه فما يمنعني أن أتكلم به مخافة أن ابتلي بمثله }

(5)أن يُنسب إلي شيء فيريد أن يَتَبرأ منه فيذكر فاعله، أو يذكر غيره بأنه مشاركاً له في الفعل ليلتمس بذلك عذرا لنفسه في فعله، وكان من حقه أن يبرئ نفسه ولا يذكر فاعله:



ويحتاج لترك هذا أن يقوي شخصيته فإذا أخطأ قال أنا أخطأت وفعلت وكذا وأنا اعتذر وأتحمل مسؤولية هذا وإذا كان ليس هو قال لست أنا وكفى.

(6) إرادة التصنع والمباهاة وهو أن يرفع نفسه بتنقيص غيره فيقول فلان جاهل وفهمه ركيك وكلامه ضعيف وغير ذلك:



ويكون منشأ هذا الغيرة من ذاك الشخص أو العجب بالنفس والكبر قال النبي صلي الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قيل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ، و نعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق،وغمط الناس)

بطر الحق =دفعه ورده, غمط الناس =احتقارهم وازدراؤهم

(7)الحسد:



ويكون ذلك بأن يحسد من يثني عليه الناس ويحبونه ويكرمونه فيريد زوال تلك النعمة عنه فلا يجد سبيلا لذلك إلا بالقدح فيه حتى تكف الناس عن الثناء عليه.وهذا هو عين الحسد

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد)

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا )

و قال صلي الله عليه وسلم دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، أما إني لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. )



(8)أن يستشعر من صاحبه أنه سيقصده وينال منه بلسانه أو يشهد عليه بشهادة فيبادر هو أولا بغيبة صاحبه ذاك, ليسقط أثر شهادته و يبتدئ بذكر ما فيه صادقا ليكذب عليه بعد فيروج كذبه بالصدق الأول ويستشهد ويقول ما من عادتي الكذب فإني أخبركم كذا وكذا من أحواله:



ويدخل في هذا عدة نواهي:

•سوء الظن بصاحبك الذي اغتبته أنه سيقول عليك كذا وكذا

•الكذب

•الغيبة

وقال عز وجل عن الظن:{ يأيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم }الحجرات 12

فبدلا من ذلك اتق الله وكن علي الحق ولو عليك...وأصدق القول وأخلص النية وأطب نفسك تطب لك الدنيا وتيسر لك الأمور حتى إنه ما تظن انه شر لك ينقلب برحمه الله خيراً وبشرى,,,,
</b></i>




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق