الأحد، 30 مارس 2014

حين نرضي الضمير لنخدعه ...











يقول أحدهم : { ما أكثر ما نخدع ضميرنا ، ونتعامل معه كالمريض الذي نعطيه جرعة مخدر ليرتاح فترة بينما مرضه لا يزال منتشرا في الجسم ...فلننتبه قبل أن تزداد جرعات التخدير...فيموت الضمير }



كثير منا يعاني من تأنيب الضمير عندما يشعر أنه ظلم الأخر أو سبب له الأذى أو جرحه بالفعل أو القول ..لكن كثير منا يخادع ضميره ويطبق عليه القاعدة المشهورة _ أرضيك لأخدعك _ إذ يريح ضميره من جهة وينخزه بما يؤنبه من الجهة الأخرى



فنرى الصديق يبيع صديقه ويكشف أسراره ويخدعه بصحبته ويغار من نجاحه لكنه وفيٌّ لموعد ميلاده حاضر بهديته من أجل أن يرضي ضميره اتجاه اعز اصدقائه



ونرى الزوج يخون زوجته ويهجر بيته لكنه مستمر في معاملته الحسنة لها والقيام بواجباته اتجاهها ...حتى لا يؤنبه ضميره..



وغيره الذي ينظر مطولا لما يجب أن يُغض البصر عنه لكنه يتمتم بالإستغفار لإبعاد الشبهة عنه وإرضاء ضميره ...



والمرأة التي تتجمّل وتتعطر وتخرج ثم تقنع نفسها أن الله جميل يحب الجمال وأنها تفعل ذلك لنفسها.. لتريح ضميرها وتُخرس صوته داخلها ..



والإبن الذي يزور والديه مع عائلته مرة لتناول الغداء معهم وقد حرمهم من لذة الإجتماع به شهورا وتركهم يعانون الوحدة والعجز فيخصص سويعات ليريح ضميره اتجاههم ...



والأم التي تقصر في تربية أبنائها وتهملهم وتتخلى عن مسؤوليتهم وتلقيها على المربية.. فتُغدق عليهم الهدايا والملابس الفاخرة ..لتخدع ضميرها وترضيه



والجارة التي تفضح ابنة الجيران وتشهر بخطيئتها أو تنهش عرض أخرى ولا يسلم أحد من لسانها وتختم أخبارها بالدعاء بالهداية والستر على الولايا ..لترضي ضميرها



والقائمة طويلة عمن يخدع ضميره ليرضيه

ظنا منه أنه بهذا سينام قرير العين مرتاحا لأن ضميره وسادة من حرير ..لكنه يجهل أنه مع الأيام وبتوالي الخداع لنيل الرضا .. سيموت الضمير













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق