الخميس، 3 أبريل 2014

ملكة قلبي وروحي


ملكة قلبي وروحي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







وملكة جمال الكون ، هي الجمال ، هي الحُسن ، الفتنة والإغراء ، الحنان والعطف والدفء والأمان ، هي نبع أمان ، نهر حنان يتدفق ويتدفق وهي شلالات تنهمر سعادة ، أمطاراً تهطل حبّاً ووداد ، هي لذّة الغرام ونشوة الغرام وسكرة الغرام وانتشاء عاشق ، هي الحبيبة التي تقول عمري لك وأيامي لك وحياتي بين يديك

هبةً ومنحةً وهديةً لا تريد مقابل ولا تطلب الجزاء ، تريد أن تكون سعيداً مُستبشراً راضياً هنيئاً بحياتك ، تبكي لأجلك وتفرح لك وتسعد لك وهي كلها لك أنت ولوحدك أنت ، تُحارب العالم بجنودهـ لحمايتك ، حصنك ودارك ومنزلك وواحتك ، غيمة حبّ ، سحائب رحمة تُزيّن سماءك ليصفو لك الأفق بها وتصفو الحياة ، سهرت الليال الطوال لرعايتك وستسهر وتسهر وتُكابد لأجلك حتى آخر يومٍ من عمرها وهي تقول أنت الأغلى عندي ،

هل عرفتم يا سادة يا كرام من هي ملكة جمال الكون وملكة قلبي وروحي؟

هي أمّي ،

أمّ كل واحدٍ وواحدةٍ منّا هنا ، هي الأمّ حفظ الله لنا أمّهاتنا ،

قال تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )

وكثيرة هي الآيات الدّالة على عِظم حق الوالدين والأمّ خصوصاً محور طرحي هذا ، ولكن ذكرت الآية هذهـ لأن بها كلمة وهن ، تشرح شرحا كافياً وافياً الحمل وما تعانيه الأمّ في حملها والرضاع حتى الفطام وما يتبعه من تربية ورعاية ، هي الأمّ تلك التي تراك طفلها المُدلّل الذي تضمّه على صدرها ورضيعها الذي ترضعه وتراقب تقاسيم وجهك وتنظر إلى نظرات عينيك وتتأمل بك ولك مستقبلاً زاهر مُشرقاً لك أنت ولوحدك أنت فقط ، وهي لاتريد منك شيئاً سوى أن تكون سعيداً ،

هي الحبيبة التي تُضحّي ومستعدة أن تُضحي بعمرها لأجلك دون تفكير ، لو عمرها يساوي لحظة سعادة لضحّت ولم تسل ،

يا الله ،

هي العاشقة التي تعطي بلا مقابل ، تعشقك وتراك بلا عيوب ، تراك ملكاً تراك أمير الزمان والمكان وتراك الفارس المغوار ، هي العاشقة التي أضناها السهر ولم تشتكي وألمّ بها الفقد حين تغيب عنها لحظات فقط وتنسى الأمل حين تراك داخلاً سليماً ،

أمّي وأمّي وأمّي

سيدنا رسولنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام بأبّي هو وأمّي والذي ذاق كأس اليُتم صغيراً كان يُكرم الشيماء أخته من الرضاع إكراماً لحليمة السعدية مُرضعته ، وأكرم بني سعدٍ لأجلها ، وكان يحبً سعداً ابن أبي وقاص وعبدالرحمن بن عوف كونهما من بني زهرة خواله، وبقلبه الطاهر مكانة لهما لأجل ذلك وهي من إيمانها بالإسلام قبلاً ، ولكن هو قلب اليتيم الذي فقد أمّه صغيراً وبكى فبكت جبال الأبواء لبكائه ، أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك ، قالها عليه الصلاة والسلام مُجيبا سائلا عن أحقّ الناس بحُسن صحبته ، خاصمت ليلى العامرية مجنونها ذات يوم فأنكرت عليه عشقه ، وكذلك فعلت عزّة بكُثيّر ، إلا الأمّ ، لو كان ابنها عاقّا بالغاً أعتى الدرجات تراه مُحسنا جميلا بارّاً بها ، تحلم عليه وتعطف وترحمه وتريد له الخير ، من جرّب منكم حين يقوم لصلاة الفجر أن يقبّل قدمي أمّه ويطلب منها دعوةً له ؟

من حاول دراسة ومعرفة ما تحويه تلك النظرة بعيني الأمّ حين ترى أولادها حولها ؟ مشاعر وفيضان مشاعر لا تُقاس ولا تُوصف ،

اللهمّ شافي أمّي وعافاها واحفظها وأمّهاتنا جميعاً وارحم من تُوفيت منهنّ ،

مشاعر بصدر المسافر راح أُوجهها لأمّي وأمّي هنا هي أمّ كل المتواجدين هنا ،





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق