تقسيمات الفعل (1)
تمهيد
تقسيم الكلمةالكلمة(1) العربية ثلاثة أقسام(2):
1- الاسم، وهو كلمة دلت على معنى في نفسها غير مقترن بزمان معين؛ نحو: زيد، بيت.
ويعرف بقبول حرف الجر، وأل، وبالنداء، وبلحوق التنوين له، وبالإسناد إليه.
2- الفعل، وهو كلمة دلت على معنى في نفسها مقترن بزمان معين؛ نحو: قام، يجلس، قِف.
ويُعرف بقبوله الجوازم، والنواصب، والسين، وسوف، وقد؛ وبلحوق التاءين، ونون التوكيد، وياء المخاطبة له.
3- الحرف، وهو كلمة لا تدل على معنى إلا في غيرها؛ نحو: هل، في، لم.
ويعرفُ بعدم قبوله أيا من علامات الاسم وعلامات الفعل.
والتصريف يدرس بعض أقسام النوعين الأولين فقط (الأسماء المتمكنة، والأفعال المتصرفة)، دون الحروف التي لا يبحث فيها التصريف البتة.
تقسيمات الفعل
التقسيم الأول: الفعل من حيث الزمنينقسم الفعل إلى ماض، ومضارع، وأمر.
1- الماضي ما دل على حدوث شيء قبل زمن التكلم؛ نحو: قرأ، وكتبَ. وعلامته قبول التاءين (وهما تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة)؛ نحو: جلستُ، وجلستْ.
2- المضارع: ما دل على حدوث شيء في زمن التكلم أو بعده؛ نحو: يكتب، يقرأ. وعلامته: صحة وقوعه بعد "لم"؛ نحو: يخرج، لم يخرج.
3- الأمر: ما يطلب به حصول شيء بعد زمن التكلم؛ نحو: قم، واقعد. وعلامته: دلالته على الطلب مع قبوله نون التوكيد؛ نحو: ادخل، ادخلنَّ.
التقسيم الثاني : الفعل من حيث الصحة والاعتلال
ينقسم الفعل إلى صحيح ومعتل، وكل منهما له أقسام.
1- الصحيح: ما خلت أصوله من أحرف العلّة(3)، وهى الألف، والواو، والياء؛ نحو: كَتَب، وجَلس.
2- المعتلّ: ما كان أحد أصوله حرفَ عِلة؛ نحو: وجد، وقام، وسعى.
أقسام الصحيح
ينقسم الصحيح إلى سالم، ومهموز، ومضعَّف.
1- السالم: ما سلمت أصوله من أحرف العلة، والهمزة، والتضعيف؛ نحو: جلس، وخرج.
2- المضعَّف: وهو قسمان:
- مضعف الثلاثي ومزيده: ما كانت عينه ولامه متماثلتين؛ نحو: شد، واشتد.
- مضعف الرباعي ومزيده: ما كُرر فيه حرفان أصليان بعد حرفين أصليين؛ نحو: زلزل، وتزلزل(4).
3- المهموز: ما كان أحد أصوله همزة؛ نحو: أخذ، وسأل، وقرأ.
أقسام المعتلّ
ينقسم المعتل إلى مثال، وأجوف، وناقص، ولفيف.
1- المثال: ما اعتلت فاؤه، نحو: وقف، وَيتَم؛ وسُمِّيَ بذلك لأنه يماثل الصحيح في خلو ماضيه من الإعلال.
2- الأجوف: ما اعتلت عينه، نحو: قام، وباع؛ وسميَ بذلك لاعتلال جوفه (وهو العين)، ولذهاب عينه في بعض تصاريفه؛ نحو: قلتُ، وعدتُ.
3- الناقص: ما اعتلّت لامه، نحو: غزا، ورمى، ورضيَ، وسَرُوَ؛ وسُمِّيَ بذلك لنقصانه بحذف آخره في الجزم والبناء(5).
4- اللفيف: وهو قسمان(6):
- مفروق: ما اعتلت فاؤه ولامه، نحو: وفى، ووعى؛ وسُمِّي بذلك لفَرْقِ الحرف الصحيح بين حرفَي العلة.
- ومقرون: ما اعتلت عينُه ولامُه، نحو: نوى، وروى؛ وسُمِّي بذلك لاقتران حرفي العلة بعضهما ببعض(7).
المراجع:
- شذا العرف في فن الصرف، للحملاوي.
- دروس التصريف، للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
- المغني في تصريف الأفعال، للدكتور محمد عبد الخالق عضيمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(1) الكلمة لغة: تشمل القول المفرد، والكلام الاصطلاحي.
وفي اصطلاح النحاة: قول مفرد، نحو: بيت، قام، في.
(2) تقسيم الكلمة أدخل في النحو منه في الصرف، ولذلك لم أتوسع فيه، واكتفيت بما يؤدي الغرض ويمهد لتقسيمات الفعل التي هي من أكثر مباحث الصرف أهمية.
(3) حرف العلة يُدعى لينا إن سكن وانفتح ما قبله؛ كثَوْب وسَيْف، ومدًّا إن سكن وجانسته حركة ما قبله؛ كقال يقُول قِِيلا؛ فعلى ذلك لا تنفك الألف عن كونها حرف علة ومدٍّ ولين؛ لسكوِنها وفتح ما قبلها دائمًا، بخلاف أختيها.
(4) تضعيف الثلاثي ومزيده هو محل نظر الصرفي، أي أن هذا التضعيف له أثر في تصاريف الفعل؛ أما تضعيف الرباعي ومزيده فلا يترتب عليه أي أثر صرفي، فلا يختلف الرباعي المضاعف في تصاريفه عن الرباعي غير المضاعف.
(5) وموضع حذفه في البناء، هو الأمر في خطاب المفرد المذكر؛ نحو: اسمُ، ارمِ، اسعَ. وموضع حذفه للجزم هو المضارع المجزوم الذي لم يتصل بآخره ياء المخاطبة أو ألف الاثنين أو واو الجمع؛ نحو: لم يسمُ، ولم يرمِ، ولم يسعَ.
(6) تقتضي القسمة العقلية وجود لفيف ثالث مقرون، وهو ما اعتلت فاؤه وعينه؛ وقد جاء منه في الأسماء: يوم، وويل، وويح؛ وجاء منه في الأفعال: ياومَه (من المياومة)، وتَوَيَّل (من الويل، أي قال: ويلي).
(7) والأسماءُ في هذه التقاسيم كالأفعال؛ فالصحيح منها نحو: شمس، وأمْر، وبئر، ونبأ وَجَدّ، وبلبل ؛ والمعتل منها نحو: وجه، وَيُمْن، وقَوْل، وسيْف، ودلو، وظبي، ووحْي، وَجَوّ، وَحَيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق