نحن جيل السبعينات تخرجنا من الثانوية في بداية الثمانينات بميزات جيدة لنجد أنفسنا بين أحضان مراكز تكوين المعلمين والمعلمات، حيث قضينا بها أمتع اللحظات. عروض ودروس، مسابقات ومسرحيات، وبين كل هذا وذاك ألف حكاية ورواية. هنا بدأت أحلامنا تترنح، وطموحاتنا تتوسع ... "غسلوا" أدمغتنا بالنظريات و البيداغوجيات، و باركوا لنا رقم تأجير سيلازمنا حتى القبر. أخبرونا أن المجتمع سيحترمنا، فإذا به ينعتنا بأقبح النعوت "زوالي "، مسكين ...) فصرنا نكره كلمة معلم مرادفة الفقر و "التسقريم" حسب مفهوم بعضهم آنذاك ... وصرنا أبطالاً للنكتة و التندر، ونموذجاً للتقدير والاحترام. أرسلونا، فيما يشبه النفي، إلى الفيافي و الصحاري و الجبال، "عذبونا"، بنوا لنا "براريك" سموها أقساماً، و "أقفاصاً" بلا مراحيض. لا ماء ولا كهرباء، شموع ودموع، أنين وحنين ...
قطعنا مئات الكيلومترات على متن الحافلات والسيارات والشاحنات وبعض الحيوانات. مشينا على الأقدام في المرتفعات والمنحدرات والمنعرجات. هاجمتنا الكلاب الضالة، وأزعجتنا العقارب والأفاعي السامة، قاتلنا الفئران وأغلقنا البنيان ... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء ... أبكتنا العزلة و الحنين ... أتذكر جملة صدح بها أحدنا في وجه مسؤول : ( الأجرة هي فقط تعويض عن شبابي المدفون في هذا الجبل!) ... حضرنا الجذاذات وربينا الدجاجات وشربنا الحليب من الزجاجات ... اشتغلنا مع المعلمات وزودناهن بالمعلومات وقت الأزمات ورفعنا لهن المعنويات لمواصلة المشوار وعدم الرجوع إلى الدار حتى انسجمن مع الواقع الجديد الذي لا مفر منه. صمدنا... انتقلنا من الجبل إلى السهل ... حاربنا الأمية ... صنعنا جيلا يقرأ ... يكتب ... يعي ... نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعاً، وتحسّنت ظروفنا المادية فاقتسمنا حوالاتنا مع وسائل النقل وشبكة الاتصالات ومساعدة إخواننا في مشوارهم الدراسي.(...) وعدنا الوفا ورحل ! وظلت الوزارة تعرف الرجال والنساء ''علي بن محمد ...ب....وبكر بن بوزيد ......بن غبريط وووووالوزارة لا زالت تبحث عن منهجية الإصلاح التي ستختار لتصحيح المسار ومواكبة التطورات، فاهتدت للمشاورات لمعرفة الانطباعات و تقديم المقترحات ... شهرت بنا المنابر الإعلامية، وقالت : هذا هو حال المنظومة التعليمية، بمجرد أحداث انعزالية ...، و لأن الأمل في الله دوما قائم، و من أجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الرسالة النبيلة و بإصرار .
ومن لم يعجبه قلمي، أبلغ له سلامي، أنا فقط عبرت عن آلامي وأحزاني في غابر أزماني. ولا زلت في منتصف مشواري، وقد تغيرت أحوالي. ومن لا يعرفني فعار عليه أن يتهمني.
المهنة ( معلم ! ) وأفـــــــــــتـــــــــــــــخـــــــر
وهاأنا الآن على أبواب التقاعد ..........أطلب كل من يقرأ هذه الخواطر ان يدعو لنا بالصحة والعافية والهداية
قطعنا مئات الكيلومترات على متن الحافلات والسيارات والشاحنات وبعض الحيوانات. مشينا على الأقدام في المرتفعات والمنحدرات والمنعرجات. هاجمتنا الكلاب الضالة، وأزعجتنا العقارب والأفاعي السامة، قاتلنا الفئران وأغلقنا البنيان ... استجدينا الخبز والماء... بتنا في الخلاء ... أبكتنا العزلة و الحنين ... أتذكر جملة صدح بها أحدنا في وجه مسؤول : ( الأجرة هي فقط تعويض عن شبابي المدفون في هذا الجبل!) ... حضرنا الجذاذات وربينا الدجاجات وشربنا الحليب من الزجاجات ... اشتغلنا مع المعلمات وزودناهن بالمعلومات وقت الأزمات ورفعنا لهن المعنويات لمواصلة المشوار وعدم الرجوع إلى الدار حتى انسجمن مع الواقع الجديد الذي لا مفر منه. صمدنا... انتقلنا من الجبل إلى السهل ... حاربنا الأمية ... صنعنا جيلا يقرأ ... يكتب ... يعي ... نظموا لنا الامتحانات المهنية، نجحنا في السلاليم تباعاً، وتحسّنت ظروفنا المادية فاقتسمنا حوالاتنا مع وسائل النقل وشبكة الاتصالات ومساعدة إخواننا في مشوارهم الدراسي.(...) وعدنا الوفا ورحل ! وظلت الوزارة تعرف الرجال والنساء ''علي بن محمد ...ب....وبكر بن بوزيد ......بن غبريط وووووالوزارة لا زالت تبحث عن منهجية الإصلاح التي ستختار لتصحيح المسار ومواكبة التطورات، فاهتدت للمشاورات لمعرفة الانطباعات و تقديم المقترحات ... شهرت بنا المنابر الإعلامية، وقالت : هذا هو حال المنظومة التعليمية، بمجرد أحداث انعزالية ...، و لأن الأمل في الله دوما قائم، و من أجل رد الاعتبار، فإننا لم نتعب يوما من حمل الرسالة النبيلة و بإصرار .
ومن لم يعجبه قلمي، أبلغ له سلامي، أنا فقط عبرت عن آلامي وأحزاني في غابر أزماني. ولا زلت في منتصف مشواري، وقد تغيرت أحوالي. ومن لا يعرفني فعار عليه أن يتهمني.
المهنة ( معلم ! ) وأفـــــــــــتـــــــــــــــخـــــــر
وهاأنا الآن على أبواب التقاعد ..........أطلب كل من يقرأ هذه الخواطر ان يدعو لنا بالصحة والعافية والهداية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق