الجمعة، 1 يناير 2016

مواضع كسر همزة { إنَّ } ومواضع فتح همزة { أنَّ }


زملائي و زملاتي الأساتذة، تلاميذتنا الأعزاء ، نقلت لكم هذا الموضوع لعلكم تنتفعون به.
مواضع كسر همزة { إنَّ } ومواضع فتح همزة { أنَّ }


المصدر: مديح الصادق


لقد حفّزني لكتابة هذا الموضوع ما أطالعه يوميا من أخطاء سببها عدم معرفة كثير ممن يكتبون بالعربية بمواضع همزة كلا الحرفين و ما يترتب عليه من إشكالات في المعاني المقصودة ما سيقف عليها المتتبع عند القراءة الدّقيقة لهذا المقال الّذي سأحدد فيه: وجوب الكسر، وجوب الفتح، جواز الكسر أو الفتح، بأسلوب مبسط بعيد عن التّعقيد


مواضع الكسر وجوبا

هناك حقيقة علمية ثابتة بالنّسبة لكسر همزة { إنَّ } ذلك أنَّها تُكتب كذلك عند وقوعها في جملة الابتداء، مهما كان موقع تلك الجملة أول الكلام أو وسطه، و يمكن حصر ذلك في الجمل التّالية:


أ - الجملة الابتدائية: إنَّ العراقيين لصامدونَ.


ب - جملة القول: قال الأستاذُ: إنَّ الصّدقَ سلاحُ المخلصينَ، و أضاف قوله: إنَّ خيرَ العلماءِ مَنْ انتفعَ بعلمِه النّاسُ، فعقَّبَ سعيد قائلا: إنَّ مصاحبةَ عالمٍ فقيرٍ خيرٌ منها لجاهلٍ وافرِ المالِ


ج - جملة الخبر لمبتدأ هو اسم عين { ذات }: زيدٌ إنَّه فاضلٌ.


د - جملة صلة الموصول: حضر الّذين إنَّهم زينةُ الدارِ


ه - جملة الحال: قدمتْ سلوى و إنَّها لفي أحسنِ حالٍ.


و : الجملة الاستئنافية: التّواضعُ مِن أسمى الأخلاقِ، إنَّه تاج المبدعينَ، و زينةُ المؤمنينَ.


ز - جملة جواب القسم: و الله، إنَّ كلمةً طيبةً لأثمرُ مِن فعلٍ خبيثٍ.


و هنا يُشتَرَط أن تدخل في خبرها اللام المزحلقة.


ح - الجملة المعطوفة على جملة ابتدائية : إنَّ الحبَّ لسرٌّ من أسرارِ الكونِ، و إنَّه لمفتاحٌ للقلوبِ


ط - في الجملة المؤكدة لأخرى بالتّكرار: إنَّ الصّبرَ جميلٌ، إنَّ الصّبرَ جميلٌ.


ك - بعد { ألا } الاستفتاحية: { ألاْ إنَّهمْ همُ السفهاءُ }، ألاْ إنَّ الجاهلَّ مسكينٌ


ل - بعد فعل من أفعال القلوب و قد عُلِّقَ عنها باللام: علمتُ إنَّه لَشاعرٌ.


م: بعد { حيثُ } الظرفية الّتي تلازم الإضافة إلى جملة: اجلسْ حيثُ إنً الحكماءَ يجلسونَ.


ملاحظة مهمة: انفردتْ { إنَّ } دون غيرها بأنّ خبرها تلحقه { لام } التّوكيد المفتوحة المزحلقة نحو: {إنَّ الأبرارَ لفي نعيمٍ}، إنَّ الطلابَ لحاضرونَ، و إنَّهم لمنشغلونَ، لهذا فإنَّ دخول اللام في خبرها من أسباب كسر همزتها.


مواضع الفتح وجوبا

يتوجب فتح همزة { أنَّ } عندما يصح سبك مصدر مُؤوَّل منها، و من اسمها و خبرها، و المقصود بالمصدر المُؤوَّل أنَّه يُفَسَّرُ بكلمة واحدة تشتق من معنى الجملة، و يعرب هذا المصدر حسب موقعه من الإعراب كما مبين أدناه


أ - المبتدأ المُؤَخَّر: من المعلومِ أنَّكَ صادقُ القولِ، من المعلوم: خبر متقدم على المبتدأ، و فُهمَ ذلك لكونه شبه جملة، و { أنَّ و اسمها و خبرها } مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ متأخر، و التّقدير: من المعلومِ صدقُكَ.


ب - الخبر: المعلومُ أنَّكَ صادقٌ: أنَّ و معمولاها في محل رفع خبر المبتدأ الّذي جاء اسم معنى، معرفة { اسم المعنى مثل: الثّابت، المقصود، المفهوم، أمّا اسم الذات فمثل: زيد ، بحر }


ج - الفاعل: أسعدَ الحضورَ أنَّ الحفلَ بهيجٌ، المصدر المؤول من أنَّ و معمولَيها في محل رفع فاعل.


د - نائب الفاعل: سُمِعَ أنَّ المحتلِّينَ راحلونَ، أمفهومٌ أنَّ أخاكِ قادمٌ ؟ ، المصدر المؤول في محل رفع نائب فاعل


ه - المفعول به: سمعَ الملحنُّ أنَّ مطربا صوتُهُ جميلٌ، المصدر المؤول من أنَّ و معموليها في محل نصب مفعول به، ظنَّ الأحرارُ أنَّ الغزاةَ راحلونَ، المصدر المؤول في محل نصب، سدَّ مسد مفعولي الفعل ظنَّ المتعدي إلى مفعولينِ أصلهما مبتدأ و خبر، أعلمَ المذيعُ المستمعينَ أنَّ الغزاةَ راحلونَ، المصدر المؤول من أنَّ و معموليها في محل نصب سد مسد المفعولين الثّاني و الثّالث للفعل أعلمَ المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ثانيهما و ثالثهما أصلهما مبتدأ و خبر


و - في محل جر بالحرف: شعرتُ بأنَّ طيفَكِ قد زارَني، المصدر المؤول من أنَّ و معموليها في محل جر بحرف الجر، الباء


ز - في موقع معطوف على مصدر صريح: تذكّرْ نصيحَتي و أنِّي حذَّرتُكَ من أصحابِ السوءِ، أو معطوف على مصدر مؤوَّل مثله: تذكَّري أنِّي نصحتُكِ و أنِّي حذَّرتُكِ من أصحابِ السوءِ


جواز الكسر أو الفتح

يجوز كلا الحالين عندما يكون الحرف و معمولاه قابلا للتفسير بجملة فيجوز عندها الكسر، أو يقبل التأويل بمصدر فيجوز الفتح نحو:


أ - بعد { إذا الفجائية }: خرجتُ فإذا إنَّ زيدا يقابلني، خرجتُ فإذا أنَّ زيدا يقابلني


ب - في جواب القسم غير المُقترِن باللام : لَعَمْرُكَ إنَّ أباكَ نبيلٌ، لَعَمْرُكَ أنَّ أباكَ نبيلٌ.


ج - بعد فاء الجزاء الواقعة في جواب الشّرط: مَنْ يزرْني فإنَّهُ لكريمٌ، مَنْ يزرْني فأنَّهُ كريمٌ.


د - إذا وقعت بعد مبتدأ هو في المعنى قول، و خبر إنَّ قول، و القائل واحد: خيرُ القولِ إنِّي أحمدُ اللهَ، خيرُ القولِ أنَّي أحمدُ اللهَ


ففي الأولى { إني أحمد الله } جملة في محل رفع خبر المبتدأ


و في الثّانية { أنَّ و معمولاها } مصدر مؤول في محل رفع خبر المبتدأ، أي أنّه بتقدير كلمة واحدة، و ليس جملة


أتمنى أن يلقى ما ذكرت اهتماما من الإخوة القراء و الله الموفق للجميع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق