السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته...
الحياةُ تبدو أحياناً ضيّقة الأفُقْ..
و دروس الأيّامِ في أغلبِ الأحيان قاسِية...
لكن.. دائما ثمّة سبب لبقائنا على قيد الحياة،
حتى و إن اعتقدنا أنّـنا استنفذنا كلّ ما في داخلنا من طاقة و رغبة في الاستمرار..
يحدثُ أن نُحدّق طويلاً بقوسِ المطرِ بعدَ صدمة خذلانٍ مؤلمة من أحدهم،
أن نكتشف أنّ الألوان المرسومة بأيدينا عنه ما هي إلا نتيجةٌ لانتحار الأبيضِ من بين ألوانه...
فنتحسّس المساحة التي تفصل بيننا و بينه يابسةً مُجرّدة مِن الحياة...
و عندما نحوّل بصرنا عن الوجع الذي بدا للحظةٍ كأنه يقضِم جزيئات قلوبنا ببطء...
نَكتشفُ أنّ ما بداخل قلوبنا لا يزال أخضرًا يانعاً كما كان..
و أن نظّارات الرؤية كانت فقط ذات أبعادٍ خاطئة...
و يزول بعدها كلّ الضيق بعد ابتسامة رضاً تستعدّ لاستقبال اليُسرين، و تحمد الله أنّ مدّ الخذلان توقّف عند الطريق الفاصل و لم يتجاوزه إلى داخلنا كما خُيّل إلينا أو كاد...
يحدُث أيضا أن نرفعَ أيدينا و قلوبنا إلى السماء في آخر الليل مُثقلين بحزنٍ نعلمُ بدايته و لا نلمح له نهاية..
و ندعو الله مخلصين له النية شاكين له ألم الجرحِ و عمقه...
فينـزّل على قلوبنا السكينة التي تُشعرنا كأنّ شيئا لم يكن!
فنستشعر نعمة قربه العظيمة سبحانه و نحمده أنّا كنا مظلومين نالنا كرَمُ لُطفه..
و لم نكنْ في مكانِ ظالمينا نستقبلُ سهام الليل التي لا تُخطئ..
دائما يوجدُ حلّ في النهاية.. دائما يوجد شعاع أمل مهما اشتدّت عواصف الحياة و ظننّا ألاّ مخرج...
عِش سليم القلبِ صافيَ النيّة ... يُعوّضك الله على حسبِ نيّتك... و يرزقك من عنده أنْساً و سكينة و سعادة أبديّة.. لا تختفي بانقضاء أجلْ و لا تنتهي و إن خذلك جميع الخلقِ من بعد ذلك.
كونوا مع الله و لا تُبالوا ....كونوا سُعداءَ دائماً !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق