الثلاثاء، 12 يناير 2016

قصيدة رائعة (انا .. المعلم .. ألاتتذكر ..)

سجّل أنا المعلّم
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
و رقم بطاقتي ستون ألفا و أكثر
و أطفالي كل عام عشرون مكرر
... سيكبرون ،
و فيهم سيكبر نوري
في حين عمري سيقصر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
و غبار الطبشور أثقل صدري
و مفاصلي هدّها الوقوف
... كل الأمراض تسكنني
و رصيدي البنكي أحمر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
و الأرياف أعرفها
بسهولها و هضابها
و أعرف ما في جبالها من ذئاب
و خنازير
و أشجار صنوبر،،
كم في منحدراتها زلت الأقدام
فيسقط العابرون
و يبقى المعلم شامخا
لا يتعثر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
أزرع الأحلام في بيداء مظلمة
و من دمي أسقيها ،،
فتنبت و تنمو و تزهر
و تأتي على كل شكل ثمارها
فمنها الطبيب
و منها السفير
و منها ... و منها ...
و منها الوزير
فكيف علي يا ثمرتي تتكبر؟؟
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
بين الأوراق أبيت أنسج يومي
كم كراس و كم كتاب
و كم من جهد
أطرزه بدفتر
... ينام وليدي ،،
و أم وليدي بعد طول سهاد
تقول
"بالله يا قرة عيني
هذا الوضع متى يتغير؟"
عذرا حبيبة نفسي ،،
هذا قدري
و أنّى الهروب من أمر مقدر؟؟
... و يمضي الليلو قبل الفجر أغادر بيتي
لعلي على وسيلة نقل أعثر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
أنفقت وقتي و مالي وهبت
حبّا في الله لأطفالي
أسامة و جابر و سعاد و كوثر
هذا ينقصه كراس
و تلك -أعزك الله- بلا حذاء
و في كل يوم أكمل نقصا لأخرى
و في كل يوم أمنح بعض الكمال لآخر
و ما بخلت يوما و ما مننت
فهل تراك تراني تجاوزت
"خطك الأحمر" ؟؟؟
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
لست رسولا
ولست بريئا
و لكني أشعر بالخزي
إذا كنت في الدرس مقصِّر
و أشعر بالخزي أيضا
إذا ما نلت حقي
و إني طوعا لنائله أو كرْها
و ما أنت على المعلم
بمسيطر
سجل ! أنا المعلم ، ألا تتذكر؟؟
... ألا تتذكر؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق