الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

◄◄ عوانس يطلبن الشيوخ والمتقاعدين للزواج بالعملة الصعبة !






عوانس يطلبن الشيوخ والمتقاعدين للزواج بالعملة الصعبة!











أصبح موضوع العنوسة في الجزائر شغلا شاغلا على كل الأصعدة الإعلامية والسياسية والاجتماعية والدينية دون أن تجد له أية جهة حلا مناسبا، وقبل فوات الأوان فإن البحث على زوج مناسب لعازبات تجاوزن الأربعين من العمر لا يوجد سوى بين المتقاعدين وكبار السن، وحتى الشيوخ، ولكن المغتربين في فرنسا أو المقيمين بالجزائر ويتقاضون منحة ب"الدوفيز" فهم المطلوبون للزواج بقوة.




قالت إحدى السيدات، وهي في الخمسين من العمر أنها قضت حياتها كلها تعمل وتعيل أسرتها ووالديها، وقد فاتها كما يسمى قطار الزواج دون أن تشعر، ولم يتقدم لخطبتها رجل مناسب لكنها لم تيأس من "النصيب" فهي تأمل أن يكون ولو شيخا يسترها ويؤنس وحدتها لكن يحبذ أن يكون متقاعدا من الصندوق الفرنسي، ويتقاضى منحة بالعملة الصعبة ولا بأس إن تركها في الجزائر شرط أن يؤمن لها بيتا مناسبا علما أن جل المغتربين شيدوا على مدار عقود من السنين بيوتا فاخرة وفيلات في الجزائر مسقط رؤوسهم، أما إذا منحها الوثائق والإقامة في فرنسا فسيكون كل ما تتمناه لتكمل بقية حياتها كتعويض على ما فاتها.




هذه الأفكار باتت منتشرة بقوة بين العازبات والعوانس في الجزائر خاصة في المناطق التي يكثر فيها المغتربون، فالعازبات في سن العنوسة تفكرن بمنطق العقل والمادة والاستقرار، فبعد اليأس من الزواج برجل من نفس السن أصبحن يفكرن في الارتباط بالشيوخ لكن شيوخ "فرنسا" أي الجزائريين المغتربين هناك، لاعتقادهن أن المغتربين حتى في سن الستين أو السبعين يكونون في صحة جيدة ولديهم مظهر لائق ويرتدون ملابس جميلة وأنيقة تخفي حقيقة سنهم وتعطي انطباعا أنهم رجال في منتصف العمر بإمكانهم الزواج والارتباط من جديد بعد فقدانهم لزوجاتهم.





ومن الأمثلة الحية سيدة في العقد الرابع تعتبر في نظر المجتمع عانسا واقتنعت بدورها أنها كذلك ويئست من أن يتقدم لخطبتها شاب يناسب سنها فقدمت الكثير من التنازلات علما أنها مثقفة وموظفة بإحدى المديريات العامة تقول أنها وافقت على الارتباط برجل مغترب يكبرها بعشرين سنة، جزائري مقيم بفرنسا، أرمل وأب ل أربعة أولاد، بعد أن تقدمت لخطبتها شقيقته كانت قد تعرفت عليها في إحدى الأفراح الجزائرية، وهي بصدد تحضير الوثائق للسفر تقول أنها لم تكن لتقبل بشيخ أو متقاعد في الجزائر فهي ترى في الزواج بمغترب حتى وإن كان يكبرها سنا أفضل من الزواج بكهل أو متقاعد مقيم بالجزائر ويتقاضى الدينار، فالعوانس بهذه الطريقة يفكرن بمنطق الاختفاء والعيش بعيدا عن الأعين حتى وإن تزوجن برجال غير مناسبين فالهجرة إلى فرنسا بالنسبة إليهن صفقة لا تعوض ورجل يتقاضى "الدوفيز" مقيم بالجزائر أيضا صفقة مناسبة، فالمرأة التي تكاد تصل سن اليأس ولم تلحق أمومتها وتحقيق حلم الإنجاب تصبح تفكر في حياة مريحة تحققها عن طريق الزواج برجل ميسور وإلا فبقاؤها عزباء طيلة حياتها أرحم لها حسب رأي الكثير من النساء.



وترى بعض النساء أن الزواج في سن متأخرة صعب في الجزائر، فالرجل اليوم يفكر في الزواج بفتاة شابة عمرها بين العشرين والخمسة والعشرين سنة فمن بلغت الثلاثين فهي في سن حرجة وتعتبر عانسا في نظر المجتمع، كما أن الارتباط برجل أرمل في سن التقاعد أو شيخ ليس هينا من الناحية الاجتماعية فقد تواجه الكثير من المشاكل من طرف الأبناء الذين لا يقبلون بسهولة أن يتزوج والدهم بعد وفاة أو طلاق والدتهم فيخلقون جوا من المشاكل والأزمات الأسرية نتيجة الخوف على المصالح المالية أو الإرث.





أما الشيوخ و المتقاعدين المقيمين في فرنسا فهم أكثر تحررا من رابطة الأبناء ويعيشون حياة مستقلة أكثر على حد تفكيرهن.






فإذا كان البحث على شيخ يتقاضى منحة بالعملة الصعبة أو مغترب في فرنسا حتى وان كان غير مؤهل أو مناسب للزواج كأن يكون مريضا أو معاقا حلم بعض العوانس فإنها فكرة مرفوضة تماما لدى البعض الآخر اللاتي يرغبن في العيش دون زواج على زواج "الغربة" الذي يخفي الكثير من المصائب والمفاجآت التي لم تحسب حسابها المقبلة عليه، فقد أدلت لنا إحدى السيدات بشهادة حية عن قريبتها بلغت سن الخامسة والأربعين فبدأت تبحث عن رجل مغترب للارتباط به إلى أن تقدمت عائلة تخطبها لرجل يفوق سنه الستين وهو مقيم بفرنسا فوافقت دون تردد وتفاجأت عند تنقلها للعيش معه أنه مدمن كحول ويعيش حياة مزرية فعانت الكثير من الاضطهاد والألم حيث كان يشتمها ويعتدي عليها بالضرب ويطردها من المنزل، فطلبت الطلاق وعادت إلى الجزائر تحمل في قلبها خيبة كبيرة فضاع حلمها الذي حلمته بالعملة الصعبة.



الشروق






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق