الاثنين، 15 سبتمبر 2014

ازرع جميلا .. و لو في غير موضعه

رجل كبير يرقد فى المستشفى لـهرم جسده يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة يساعده على أكل طعامه والاغتسال

ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى ،

و يساعده على الاستلقاء ويذهب بعد أن يطمئن عليه .

دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام

لتعطيه الدواء وتتفقد حاله وقالت له :...


“ ما شاء الله هل هذا ابنك !؟

نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه ،

وقال لنفسه “ ليته كان أحد أبنائي .. “

هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه

رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده و هدأته .. واشتريت له الحلوى ،

ولم احتك به منذ ذلك الوقت .

ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي يزورنا كل يوم

لـ يتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي

فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .

وعندما كنت أسأله

” لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟ “

يبتسم ويقول .. :

( ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي ) !




يقول الشاعر :

ازرع جميلا .. و لو في غير موضعه

فـلن يضيع جميلا .. أينما زرعا

إن الجميل .. و إن طال الزمان به

فليس يحصده .. إلا الذي زرع




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق