ياسر باعامر-جدة
لم تعد الطبيبة الفرنسية آن ماري بيرنارديني بحاجة اليوم إلى وسيط مترجم يساعدها في تشخيص آلام أسنان مرضاها، منذ أن عقدت العزم على تعلم 'لغة الضاد' قبل تسعة أشهر تقريبا.
فخريجة جامعة باريس منذ ثلاثة عقود، كانت تواجه منذ أكثر من عامين صعوبات بالغة في تشخيص آلام مرضاها الذين لا يجيدون الحديث بالإنجليزية أو الفرنسية، وهو ما كان يصيبها بالإحباط لعجزها عن التواصل اللغوي معهم، إلى أن قررت إنهاء معاناة التواصل بتعلم لغتهم العربية.
المدهش في خريطة تعلم ماري للغة 'الضاد' -وهي في منتصف العقد الخامس- تطورها من حالة التواصل مع لغة مرضاها إلى عشق لجمالية اللغة، لذلك تجدها تبتسم وهي تتحدث للجزيرة نت أن تعلمها للعربية -التي تعد من أكثر لغات العالم انتشارا- يعود لـ'أضراس مرضاها'.
جمال العربية
ومن فرط عشقها للعربية، تنتظر الطبيبة الفرنسية بفارغ الصبر تاريخ الـ18 من ديسمبر/كانون الأول المقبل لتكون ضمن المحتفلين باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأضحت بموجبه 'العربية' ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
وحينما تدخل عيادتها، لا تجد على مكتبها سوى مذكرات التعليم، التي تدرسها بمركز التبادل الثقافي بجدة، الذي شاءت الأقدار والصدف أن لا يبعد عن مقر عملها سوى أمتار قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
الملفت رفضها التام التحدث بالعامية التي أضرت بدلالات 'لغة الضاد' كما تقول، وتصر على التخاطب مع مرضاها أو غيرهم بـ'الفصحى' لجمالها، وتتحسر على فقدان العرب تلك الخاصية.
تقول ذلك وكأنها تستنسخ أثر الإمام الشافعي حينما قال 'ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا بتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس'.
زميلة ماري في العمل ملك الهلالي -المسؤولة عن خدمة العملاء- بمثابة 'القاموس اللغوي المتحرك'، وكانت تساعدها كثيرا في تجاوز عقبات التعلم.
وتقول الهلالي للجزيرة نت 'هناك بون شاسع بين ماري الأمس وماري اليوم، فهي لم تعد مكتفية بحفظ ست كلمات يومية، بل إنها اختصرت الكثير من المسافات، ودخلت في العمق وأصبحت تقرأ في تصريف الأفعال، وقواعد الإعراب اللغوي'.
أغان عربية
تجاهد الطبيبة الفرنسية كثيرا في تحسين لغتها العربية، فلا تكتف بما يسند إليها من واجبات منزلية، بل تذهب أبعد من ذلك، فتجدها مثلا تقرأ في مضامين رسائل العرب الدبلوماسية. كرسائل عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال لشاه إيران محمد رضا بهلوي.
ولتعويد حاسة السمع لديها، فإنها تطرب لسماع الأغاني العربية الأصيلة، فتميل كثيرا لسماع اثنين من عمالقة الفن العربي هما كوكب الشرق 'أم كلثوم'، والمغنية الشهيرة 'فيروز'، ويعود ميلها لهما لغنائهما بالعربية الفصحى.
ديوان شعر
اللافت أن زملاء ماري الفرنسيين يعجبون حينما يلتقونها في أنشطة نهاية الأسبوع، إذ لا تفارقها كتب تعلم 'العربية'، فيخبرونها أنها 'تجاوزت الكثير من العرب في التعلق بلغتهم'.
وتملك الطبيبة الفرنسية دواوين شعر عربية خطتها بالفرنسية، لكنها تطمح اليوم لكتابة أول ديوان شعر بـ'العربية'، لتغرس اسمها ضمن قائمة رواد الشعر العربي الحديث.
وتقول إنها لم تعد تشتاق لعيادتها في باريس والتي لازمتها أكثر من 20 عاما، فقد ملكت العربية جوانب أحاسيسها ومشاعرها، وتطرب كثيرا حينما يشبهها زملاؤها بأفضل علماء اللغة العربية كالخليل بن أحمد الفراهيدي، وأبو الفتح ابن جني، وأبو الحسن الإشبيلي.
مكتوب
لم تعد الطبيبة الفرنسية آن ماري بيرنارديني بحاجة اليوم إلى وسيط مترجم يساعدها في تشخيص آلام أسنان مرضاها، منذ أن عقدت العزم على تعلم 'لغة الضاد' قبل تسعة أشهر تقريبا.
فخريجة جامعة باريس منذ ثلاثة عقود، كانت تواجه منذ أكثر من عامين صعوبات بالغة في تشخيص آلام مرضاها الذين لا يجيدون الحديث بالإنجليزية أو الفرنسية، وهو ما كان يصيبها بالإحباط لعجزها عن التواصل اللغوي معهم، إلى أن قررت إنهاء معاناة التواصل بتعلم لغتهم العربية.
المدهش في خريطة تعلم ماري للغة 'الضاد' -وهي في منتصف العقد الخامس- تطورها من حالة التواصل مع لغة مرضاها إلى عشق لجمالية اللغة، لذلك تجدها تبتسم وهي تتحدث للجزيرة نت أن تعلمها للعربية -التي تعد من أكثر لغات العالم انتشارا- يعود لـ'أضراس مرضاها'.
جمال العربية
ومن فرط عشقها للعربية، تنتظر الطبيبة الفرنسية بفارغ الصبر تاريخ الـ18 من ديسمبر/كانون الأول المقبل لتكون ضمن المحتفلين باليوم العالمي للغة العربية، وهو التاريخ الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأضحت بموجبه 'العربية' ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.
وحينما تدخل عيادتها، لا تجد على مكتبها سوى مذكرات التعليم، التي تدرسها بمركز التبادل الثقافي بجدة، الذي شاءت الأقدار والصدف أن لا يبعد عن مقر عملها سوى أمتار قليلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.
الملفت رفضها التام التحدث بالعامية التي أضرت بدلالات 'لغة الضاد' كما تقول، وتصر على التخاطب مع مرضاها أو غيرهم بـ'الفصحى' لجمالها، وتتحسر على فقدان العرب تلك الخاصية.
تقول ذلك وكأنها تستنسخ أثر الإمام الشافعي حينما قال 'ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا بتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس'.
زميلة ماري في العمل ملك الهلالي -المسؤولة عن خدمة العملاء- بمثابة 'القاموس اللغوي المتحرك'، وكانت تساعدها كثيرا في تجاوز عقبات التعلم.
وتقول الهلالي للجزيرة نت 'هناك بون شاسع بين ماري الأمس وماري اليوم، فهي لم تعد مكتفية بحفظ ست كلمات يومية، بل إنها اختصرت الكثير من المسافات، ودخلت في العمق وأصبحت تقرأ في تصريف الأفعال، وقواعد الإعراب اللغوي'.
أغان عربية
تجاهد الطبيبة الفرنسية كثيرا في تحسين لغتها العربية، فلا تكتف بما يسند إليها من واجبات منزلية، بل تذهب أبعد من ذلك، فتجدها مثلا تقرأ في مضامين رسائل العرب الدبلوماسية. كرسائل عاهل الأردن الراحل الملك حسين بن طلال لشاه إيران محمد رضا بهلوي.
ولتعويد حاسة السمع لديها، فإنها تطرب لسماع الأغاني العربية الأصيلة، فتميل كثيرا لسماع اثنين من عمالقة الفن العربي هما كوكب الشرق 'أم كلثوم'، والمغنية الشهيرة 'فيروز'، ويعود ميلها لهما لغنائهما بالعربية الفصحى.
ديوان شعر
اللافت أن زملاء ماري الفرنسيين يعجبون حينما يلتقونها في أنشطة نهاية الأسبوع، إذ لا تفارقها كتب تعلم 'العربية'، فيخبرونها أنها 'تجاوزت الكثير من العرب في التعلق بلغتهم'.
وتملك الطبيبة الفرنسية دواوين شعر عربية خطتها بالفرنسية، لكنها تطمح اليوم لكتابة أول ديوان شعر بـ'العربية'، لتغرس اسمها ضمن قائمة رواد الشعر العربي الحديث.
وتقول إنها لم تعد تشتاق لعيادتها في باريس والتي لازمتها أكثر من 20 عاما، فقد ملكت العربية جوانب أحاسيسها ومشاعرها، وتطرب كثيرا حينما يشبهها زملاؤها بأفضل علماء اللغة العربية كالخليل بن أحمد الفراهيدي، وأبو الفتح ابن جني، وأبو الحسن الإشبيلي.
مكتوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق