الاثنين، 24 فبراير 2014

الغزو الثقافي وخطره على الأمة الإسلامية

الغزو الثقافي وخطره على الأمة الإسلامية













نص الحديث:



عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ: فَمَنْ ؟ ). متفق عليه.



لتتبعنَّ سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة (يعني: ريشة السهم تحاذي ريشة السهم الثاني دون اختلال ودون تقدم أو تأخر)



وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ وَفِي آخِرِهِ : " وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامَعَ اِمْرَأَتَهُ فِي الطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ "



ترجمة راوي الحديث: لقد سبق التعريف به في درس ( مقومات التحضر في الإسلام ).



شرح الألفاظ:



ـ سنن: طُرق ومناهج. قَالَ النَّوَوِيُّ : الْمُرَادُ الْمُوَافَقَةُ فِي الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَاتِ لَا فِي الْكُفْرِ



ـ شبرا بشبر وذراعا بذراع: كناية عن الإتباع والتقليد في كل شيء.



أحكام وفوائد :



1- أن الغزو الثقافي أو الفكري أخطر بكثير من الغزو العسكري، وذلك لأنه ينتشر ويتعمق في أوساط جميع أصناف المسلمين .



2- أن استمرار معركة الحق والباطل قائمة إلى يوم القيامة فوجب على المؤمنين الإعداد العدة وأخذ الحيطة .



3- هذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم إذ أخبر بما سيقع وقد وقع حقًا .



4- في الحديث نهي عن التشبه باليهود والنصارى .



5- أن التمثيل بالضب هو تعيير لهذا الصنف من الناس ( صداقته مع العقرب في الجحر منعا من صيده ، من طبعه النسيان وعدم الهداية ، كما أنه يأكل صغاره حتى قيل عنه أعق من ضب )







6- قال الله تعالى "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون، إنـهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين" قال - تعالى -: "وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل".



مفهوم الغزو الثقافي :



لغة: يراد به القصد والإرادة والطلب، يقال: غزا الشيء غزواً أي أراده وطلبه.



اصطلاحا يعرفها عبد الرحمن حبنكة الميداني : (هو كل فكرة أو معلومة أو برنامج أو منهج يستهدف صراحة أو ضمناً تحطيم مقومات الأمة الإسلامية العقدية والفكرية والثقافية والحضارية، أو يتحرى التشكيك فيها والحط من قيمتها وتفضيل غيرها عليها وإحلال سواها محلها في الدستور أو مناهج التعليم أو برامج الإعلام والتثقيف أو الأدب والفن أو النظرة الكلية للدين والإنسان والحياة) .



أسبابه وأهدافه :



الدافع الحقيقي وراء الغزو الثقافي:



أولا الدافع الديني قال تعالى : وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ .



ثانيا دافع الاحتلال : يقول أحد مؤسسي الاستعمار البريطاني في الشرق الأوسط وهو غلادستون: (ما دام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق بل ولا أن تكون هي نفسها في مأمن)



من أهدفهم : ( هدم الإسلام، تمزيق وحدة المسلمين، وإحياء النزاعات الجاهلية، إضعاف الوعي والتعليم، كسر قوة العلاقة بين الطبقات السياسية والاجتماعية، نشر أفكار الإلحاد والديانات الفاسدة في أوساط المسلمين، وكان نتيجة ذلك أن يقول " المسلم " : أنا مسلم ما دمت أصلي وأصوم .. ولكن لا عليّ أن أخذ أفكاري وتقاليدي ونظام اقتصادي ونظام مجتمعي من أي فكرة ولو خالفت كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " .







عوامل الغزو الفكري ـ جنود الغزو الفكري ـ :



ـ الروح الانهزامية، يقول ابن خلدون المغلوب مولع بتقليد الغالب .



ـ الخلط بين الإعجاب في ميدان الصناعات والماديات وميدان الروح والأخلاقيات .



ـ التقليد الأعمى والجهل بثوابت الأمة ( جهل حقيقي أو جزئي كمعرفة الشيء دون إدراك قيمته الحقيقية ) .











مظاهره:



وسائل الإعلام عامة ( التلفاز، الجرائد، الكتب، الصور، الإذاعة، الأنترنت .. ) : قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }، ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .



المناهج التربوية : يقول المستشرق زويمر : (إن الهدف من السيطرة على البرامج التعليمية هو إعداد جيل لا يعرف الصلة بالله).



الدعوة إلى العامية، غرس مركب النقص في لغته وتاريخه وتأريخه وعادته وسلوكياته ..



العولمة : وفي الحقيقة هي الأمركة، كالاستيلاء على اقتصاديات العالم عامة والأمة الإسلامية خاصة،عن طريق حصار الإنتاج القومي للدول الفقيرة والضعيفة، والقضاء على نظرية الاقتصاد الإسلامي .



حملات التشويه : وذلك بوسائل ومخططات مدروسة وأهداف متنوعة متكررة غايتها أن يغيروا من قناعة المسلم في ثوابته بعدما عجزوا عن تنصيره أو الشك في إيمانه إذن يكفيهم أن يرتاب في أحكام دينه وتتغير ثوابته ومبادئه فيصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين إلخ .. ( تشويه القرآن، السنة، السيرة، السلوكيات، دور المرأة إلخ حركات عالمية كالماسونية والجمعيات الثقافية عبر العالم وغيرها ) .



إبعاد العلماء عن مراكز التوجيه والسلطة .



علاجه :



قال الله عز وجل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون . ) وإعداد المستطاع من القوة، ويختلف هذا باختلاف الزمان، والمكان،







أن تتبنى مؤسسات الإعلام (صحافة، وإذاعة، وتليفزيون، ومسرح، وسينما، وفيديو، والانترنت ) هذا العلاج، فتتناولها وتقف من ورائها، وتعمل على مساعدتها بالتوجيه. وأن تتوقف عن تقديم أي شيء يتنافى مع مبادئ الإسلام .







تربية الأجيال، تربية إسلامية، تتولى المسؤولية، والإدارة.







إحياء عبادة العلم والتفكر، حتى لا نقع فريسة سهلة في المخططات الصهيونية والنصرانية الحاقدة.







أن نعظم أوامر الله ونواهيه، ونعظم العقيدة في قلوبنا ( هتف الزمان مهللا ومكبرا إن العقيدة قوة لن تقهرا هي سر نهضتنا ورمز عزتنا وبها تبلج حقنا وتنورا )




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق