الأربعاء، 30 يوليو 2014

ظـل راجـل ولا ظـل حيـطــه


ظـل راجـل ولا ظـل حيـطــه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عنوان هذا الموضوع هو مثل كان يقال من طرف جداتنا الفضليات في قديم الزمان عندما كان الرجل رجلا والمرأة مرأة بأتم الكلمة ولكن مع مرور السنين وعصر التقدم ماذا عسانا أن نقول .... الا عفواً جدَّاتنا الفُضليات.. لقـد ولدنـا في زمـان مخـتلف.. فـوجدت المرأة "الحيـطــه" فيـه، أفـضل من ظـل الكـثير من الرجـال الا من رحما ربي .. كانـت النسـاء في المـاضي يقـلن (ظـل راجـل ولا ظـل حيـطــه) لأن ظـل الرجـل في ذلك الـزمان كان.. حبـــاً واحـترامـــاً وواحــة أمـــان تـستـظل بـها المــرأة

كان الـرجـل في ذلك الـزمـان وطنــاً.. وانتمــاءً.. واحتــواءً..

فماذا عسـانا نقـول الآن؟

وما مساحة الظِّل المتبقية من الرجل في هذا؟ وهـل مـازال الرجـل ؟ ذلك الظـل الذي يُـظلل بالرأفـة والرحمـة والإنسانيـة؟ ... ذلك الظـل الـذي تسـتظل به من شـمـس الأيـام وتبحـث عنـه عنـد اشتـداد واشتـعال جـمر العـمر؟ ماذا عساها أن تقول المرأة الآن؟ فــي زمـــن...

وجـدت فيه المـرأة نفسهـا بـلا ظل تستظـل بـه برغـم من وجـود الرجـل في حيـاتـها فتنـازلت عن رقتـها وخلعـت رداء الأُنوثـة مجـبرة واتقـنت دور الرجـل بجـدارة.. وأصبـحت مع مـرور الوقـت لا تعـلم إنْ كانـت...

أُمّــــاً.. أم.. أبــــاً

أخـــاً.. أم.. أُختـــاً

ذكـــراً.. أم.. أُنـثـــى

رجـلاً.. أم.. امـرأة

فالمـرأة أصـبحـت تـعمـل خـارج البـيت.. والمـرأة تـعمـل داخـل البــيت.. والمـرأة تـتكفَّـل بمصـاريف الأبنـاء.. والمـرأة تـتكفَّـل باحتيـاجات المـنزل.. والمـرأة تـدفع فـواتـير الهـاتـف..

والمـرأة تـدفع للخـادمـة.. والمـرأة تـدفع للسـائق.. والمـرأة تـدخل الجـمعيات التـعاونيـة..

فإن كانـت تقـوم بـكل هـذه الأدوار فماذا تبـقَّى من المـرأة.. لنفسـها؟ وماذا تبـقَّى من الرجـل.. للـمرأة ؟ لقد تحـوّلت مع مـرور الوقـت إلى رجـل وأصبـحت حاجتها إلى "حـيطــه" تـزداد..

فالمـرأة المـتـزوجة في حـاجة إلى "حيـطــه" تســتند عليـها من عنـاء العمـل وعنـاء الأطفـال

وعنـاء الرجـل وعنـاء حيـاة زوجيـة حوّلتـها إلى... نصف امرأة.. ونصف رجل والمـرأة غـير المـتزوجة في حاجـة إلى "حيطـه " تسـتند عليـها من عنـاء الـوقت وتستمـتـع بظلّـها

بعد أن سرقـها الـوقت من كل شـيء حـتى نفسـهـا فتعـاستها لا تقـلُّ عن تعاسـة المـرأة المـتزوجة مـع فـارق بســيط بينـهمــا أن الأُولى تمارس دور الرجل في بيت زوجها

والثانية تمارس الدور ذاته في بيت والدها وستـزداد حاجتـها إلى " حيـطـــه " لأن أدوارهـا في الحيـاة سـتزداد ... وإحسـاسها بالإرهـاق سـيزداد .. فمـلامح رجـال الجيـل القـادم مازالـت مجهـولة.. والـواقع الحـالي.. لا يُبـشّر بالخــير.... لكــن وبرغـم مــرارة الــواقع

إلا أنـه مازال هنـاك رجـال يُعـتمد عليـهم وتستظـل نسـاؤهم بظـلّهم وهـؤلاء وإن كانــوا قلّـة

إلا أنـه لا يمكـننـا إنــكار وجــودهم..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق