الأحد، 23 فبراير 2014

تعزية لام الشهيدين وزوجة المظلوم المسجون اختنا من قصر الشلالة

تعزية...

عظم الله أجركي وأحسن عرائكي..، زوجة المسكين وأم الشهيدين ، ..أختي من قصر الشلالة

أختي الكريمة ، قالت أمنا ، أم المؤمنين عائشة الطاهرة رضي الله عنها ، قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ، قال نعم إذا ظهر الخبث .

هل عاش أحدكم لحظة شاهد فيها ابنه أو ابن جاره أو ابن بلده يبكي على الحليب أو الدواء أو اللباس ، أو أن زوجته تشتهي حبة تفاح عند الوحم ، وهي تدفع هذا الوحم أو تتناساه مخافة الطلاق .

يا إخواني ، هذه فكرة بسيطة جدا ، وما يعيشه الكثير أدهى وأمر ، فهذه حقيقة مرة ، يعيشها الشرفاء وتعيشها الشريفات ، في هذا الوطن الشريف بضعفائه ومضطهديه ، ولم يبقى منهم إلا القليل والباقي قضى عليه الزمن والآفات ، نعم فالجزائر فيها الكثير من ، من نحسبهم أغنياء من التعفف ، ويحسبهم المسؤول الجاهل أغنياء من الصدقات .

ما الذي يحدث لوطننا ، خزائن الدولة ممتلئة بمليارات الدولارات ، وبطون بطانة أولياء الأمور أصبحت مبطونة ، وجيوب المسؤولين المرتشين تمزقت ، ورؤساء بلديات ، ودوائر، وولاة ، شوهوا صورة الدولة ، وتسببوا في توسيع هوة انعدام الثقة ، وأصبح الواحد منا يلعن كل مسؤول ..هو مسؤول عن رعيته .

مالذي يحدث لنا ، نكاد نسمع أسبوعيا ، جرائم بشعة ، تبرأ منها الكفار والسحرة والمشعوذين ، وما سمعنا عنها في أساطير الأولين ، ففرعون كان يذبح بني إسرائيل ويصلبهم في جذوع النخل ، لكن لم يفعل هذا بعدوه ، موسى عليه الصلاة والسلام الذي عاش في بيته ، ولا بأحد من أهله .

لكن المسكين ابن قصر الشلالة ، صب في السكين كل همه و فقره وحرمانه وذله ثم طعن كل هذه الآفات في بطن ابنه وابنته بدل الحليب والجبن والطعام ، دفعة واحدة أصيب على إثرها البريئين بتسمم ديني واجتماعي وخلقي و ...، غادرا على إثرها الحياة ، والذنب أنهما صغيران لا يعلمان أن طلباتهم اليومية بيد هوام تستغل ضعف الرجال والنساء ، ولو علم هولاء الأطفال مرارة ما يعيشه أبائهم ، لقرروا الخروج كي يصيبهم ما أصاب ابنا الرجل الصابر المحتسب ابن تبسه ، الذي فقد هو كذلك ابنيه ، عوضه الله خيرا.

قال عمربن الخطاب ، وفي رواية علي بن أبى طالب رضي الله عنهما ، لو كان الفقر رجلا لقتلته ، فالفقر يؤدي إلى الكفر ، فالأكيد أن هذا المفجوع ، فقير ومضطهد ، والأكيد كذلك أن المتسببين والمقصرين من رئيس بلدية وغيرهم ، سيبحثون عن كل ما فعله هذا المسكين منذ كان في بطن آمه حتى يوم دخل بطن قبره ، فالسجون مقبرة الأحياء ، كما قال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، نعم سيبحثون في كل شي كي يظلمونه مرة أخرى بعد وفاته حيا ، وربما نسمع في التحقيقات القادمة انه مدمن خمر أو مخدرات أو يتناول المهلوسات ، وربما يبدع هؤلاء أصحاب التحقيقات السينمايية في سيناريو جديد حسب مقاسه ومقاس بلدته .

والحاصل... قدر الله وما شاء فعل ، لقد أقدم أخر من مدينة وهران في الماضي القريب من احتضان ابنه بعدما قررت العدالة بحكمها الصادر بفصل الابن عن حضن أبيه ، لكن هذا الأخير اصدر حكما حضوريا بالإعدام ضد فقره وقلة حيلته ، وضد ابنه ، فاحتضن ابنه للمرة الأخيرة ورمى نفسه من أعلى العمارة ، حكم لا استئناف فيه ..، عفوا فهناك استئناف مؤجل أمام الذي لا يظلم أحدا... وحرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ، سبحانه وتعالى ، يمهل ولا يهمل .

يقول المثل العامي * سقسي المجرب وما تسقسيش الطبيب * إن هاته الأسطر يكتبها شخص ، يدعوا الله دائما كي يفرغ عليه صبرا ، فلقد هددت بالسجن ، فانا لم اختلس ولم ارتشي ولم أزور ولم ...، لكنني تقدمت بطلب مشروع وقانوني لوكيل الجمهورية من اجل مشاهدة ابنتاي ، فانا لم أرهما منذ 18 شهرا إلا مرة واحدة ، لكنني تنازلت عن طلبي مخافة السجن وتلفيق التهم ، وعسى الله أن يجمعني بهما جميعا ، انه هو العليم الحكيم .

هناك الكثير مازالت تأخذهم العزة بالنفس ، ولا يمد يده سائلا ، لا يسالون الناس إلحافا ، لكن في المقابل هناك من استسلم لرغبات الآخرين مكرها أو طائعا ، يبيع دينه ودنياه ، ليشبع هو وأهله وعشيرته ، أريد أن أسألكم سؤالا لتكونوا عليه شهداء ، لماذا لا تكلف العدالة نفسها بإجراء تحقيق عند مطالبة شخص بسديد مصاريف النفقة والإيجار ، وهو لا يملك أي مدخول ، ألا تدري العدالة أن هؤلاء يفضلون طرق أخرى للهروب من السجن ، لكن جميعها تؤدي إلى جهنم وبئس المصير.

إن ذنب هؤلاء هو رفضهم أكل السحت وبيع أعراضهم ، ينتابني دائما سؤال أريد أن اطرحه على عشاق الأفلام والمسلسلات المصرية ، لماذا لا تقاطعوا هاته الأفلام والمسلسلات مادمتم تشاهدونها بأعينكم في ارض الواقع . وتصرف مداخيل هاته الأفلام والمسلسلات ، عن أبطالها ومخرجيها .

أختي المفجوعة في أبنيها وزوجها ،لا املك سوى الدعاء لكي بالصبر والثبات ، ونسال الله أن يعوضكي خيرا من اهلكي ، وتذكري أن أم سلمى لما توفي زوجها ، ذكروها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم كي تدعي وتقول اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ، فقالت في نفسها من أجده خيرا من زوجي ، هي لم تقل هذا شكا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكنها تساءلت عن من تجده خيرا من زوجها وابن عمها وأحب الناس إليها ، لكنها استغفرت ودعت بهذا الدعاء ، وعندما انقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ، خيرا من أبى سلمى وخيرا لها ، أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أمهات المسلمين جميعهن .

مسعد الجلفة في 05/02/2014 اخوكي علي خنيش




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق