الخميس، 28 أغسطس 2014

من وحي الشاي في الصحراء

لئن كان غيري بالمدامة مولعاً *-*-*-* فقد ولعت نفسي بشاي معطر

إذا صبَّ في كأس الزجاج حسبته *-*-*-* مذاب عقيق صُبّ في كأس جوهر

به أحتسي شهداً وراحاً وسكراً *-*-*-* وانشق منه عبق مسك وعنبر

يغيب شعور المرء في أكؤس الطِّلا *-*-*ويصحو بكأس الشاي عقلُ المفكر

يحد سرور المرء من دون نشوة *-*-*-* فأحبب به من منعش غير مسكر

خلا من صداع أو نزيف كأنه *-*-*-* سلافة أهل الخلد أو ماء كوثر

فمنه اصطباحي واغتباقي ولذتي *-*-*-* ومنه شفائي من عناء مكدر

كأني إذا ما أسفر الصبح ميت *-*-*-* وإن أرتشف كأساً من الشاي أحشر

ولو ذاقه الأعشى وحكم في الطِّلا *-*-*-* وفيه لقال: الفضل للمتأخر

فللفم أحلى مشرب من مذاقه *-*-*-* وللعين من مرآه أجمل منظر

عجبت له يكوي اللسان حرارة *-*-*-* ويطفئ نيران الجوى المتسعر

لقد نال من طبع الحياة حرارة *-*-*-* فإن يسر في ميْتٍ من الناس ينشر

إذا فار ما بين السماور ماؤه *-*-*-* سمعت له أنغام نايٍ ومِزهر

فأشربُ مرتاحاً على نغماته *-*-*-* كؤوساً وما نقلي له غير سكر

كأن كؤوس الشاي بضع نواسك *-*-*-* تحيط بمعبود من التبر أصفر

وتفتح فاها بالدعاء فيجودها *-*-*-* بذوب لجين أو بدرٍّ مقطر

وتحكي لنا ما بين بيض صحونها *-*-*-* تماثيل در في معابد مَرمَر

وإبريقه فوق السماور مرتق *-*-*-* كمثل خطيب جالس فوق منبر

يفوه ولكن في عقيق مقطر *-*-*-* وينطق لكن في كلام مصور

سماوره يبدو كشيخ معمم *-*-*-* من الصين يزهو في رداء معصفر

إذا ساق هم الدهر نحوي جيشه *-*-*-* ألا قيه من أقداح شاي بعسكر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق