الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

ابن جارنا يفعلها.......و أنت؟

ابن جارنا يفعلها.. وأنت؟



يحاول الآباء شحذ همم أبنائهم وتحفيزهم لفعل شيء أو التخلي عن فعله. ومن بين الوسائل المتنوعة مقارنة أبنائهم ببعض أصدقائهم أو أبناء العائلة، اعتقادا منهم أنهم سيشعلون نار المنافسة والتحدي لديهم، لكن النتائج غالبا ما تكون عكسية. لماذا؟؟!

الإنسان بطبعه لا يقبل أن يكون موضع مقارنة مع غيره إن كان في موقف ضعف لاعتبارات عدة. وإن كان الراشد العاقل يفضل أن يبذل مجوده حتى يتغلب على الوضع، فإن الكثيرين، خصوصا المراهقين (والأطفال كذلك بحدة أقل)، يفضلون أن يثبتوا وجودهم وقوتهم بالعناد والتمرد، إلى جانب تولد غيرة وكراهية قاتلة تجاه الشخصية التي قورنوا بها. الأمر الذي سيؤثر سلبا على نموهم النفسي والاجتماعي.. لنأخذ مثال زوجة تكثر الحديث عن زوج صديقتها الذي يتصف بأشياء لا توجد في زوجها.. حتى وإن كان هدفها شحذ همة زوجها ليتحسن، فيمكنك عزيزي القارئ أن تستنتج كم ستكون النتائج وخيمة ^_^

المقارنة من أكثر أخطاء المربين في معالجة الأخطاء (وإن كانت نياتهم سليمة بلا شك، وكل ما يفعلونه عن حب) ويترتب عنها إلى جانب ما سبق تعويد الطفل على مقارنة نفسه بالآخرين وهو أمر غير مطلوب بتاتا، وذلك لأن المرء إن قارن نفسه بآخر ووجد عند غيره امتيازا مالت نفسه لحسده وانتقاص نفسه وإهانتها، وإن وجد عنده امتيازا على غيره مالت نفسه للغرور في الغالب ولم تعد راغبة في التحصيل أكثر. لذا فالمنصوح به مقارنة وضع الطفل الحالي بوضعه السابق فإن كان أفضل تحمس للمواصلة والاستمرار، وإن كان أسوأ تنبه للأمر وحاول استرجاع ما فاته. فما دام قد فعل أمرا في السابق فبإمكانه تكراره وحصد نتائجه مرة أخرى.


قاعدة ذهبية:

أنت لا يشبهك أحد، ولست أفضل من أحد، ولست أقل من أحد


ومن البدائل الأخرى التي يمكن أن يستغلها المربون بدل المقارنة:

اكتسب عادة التشجيع:



يعتقد عدد من المربين أن التشجيع والاعتراف بمواهب الطفل وقدراته سيخلق نوعا من الغرور، لذا فانتقاص أعماله سيكون مساعدا على بذله مجهودا أكبر.. قد يحدث ذلك إذا كانوا يمدحون الشخص أكثر مما يمدحون الفعل. فإذا أحس الطفل أن فعلا ما هو الذي يحقق المدح (والإنسان بطبعه يحب أن يمدح) كرره وتشبث به وبحث عن أشياء أخرى تحقق له ذلك. في الذم، على المربي أن يذم الفعل دون أن يمس الطفل بإهانة أو أذى، فيسهل على الطفل التخلي عن ذلك العمل لإيمانه بأنه ليس جزء منه، أما إن أحس أن تلك الإهانة صادرة في حقه لخصلة مرتبطة في شخصه تولد عن ذلك إما إهانة للنفس وضعف ثقة بها أو تمرد وعناد.

ابحث عن نقط القوة وطورها:



ولا تهتم كثيرا بنقط الضعف.. لنتأمل مثلا في علاقة الثعلب بالأرنب:

عندما يهاجم الوحش فريسته، فإن الأرنب لم يهتم بتطوير نقطة ضعفه التي هي عدم القدرة على مصارعة الثعلب، وإنما استعمل نقطة قوته التي هي السرعة في الركض ليغطي على النقص الذي يملكه بخصوص المصارعة. ولو أنه حاول أن يطور نقاط ضعفه لانتهى أجله قبل أن يرى النتيجة.

وتلك هي خطة العمل التي على المربي أن يتحلى بها أولا ثم أن يعلمها للناشئة، لأن الاهتمام الكثير بالنواقص يضيع فرصة تطوير المواهب التي هي مفتاح النجاح والتألق.

التحفيز:



سواء كان ماديا أو معنويا، فهو كفيل بالرفع من مستوى الرغبة عند الأبناء في الفعل.


الإنسان كيان مستقل، وعدم مقارنته بالآخرين أهم ركائز احترامه، ولا فرق بين صغير أو كبير في هذا الأمر. لا تقارن.. بل شجع.




منقول للأمانة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق